قُتل ألف مسيحيّ إضافيّ بسبب إيمانهم العام الفائت مقارنة بالعام السّابق.
كما تمّ اعتقال ألف مسيحيّ إضافيّ.
وتعرّضت أكثر من ستّماية كنيسة للهجوم أو الإغلاق القصريّ.
تتصدّر أفغانستان القائمة فهي تحتلّ المرتبة الأولى، وفقًا لقائمة الرّصد العالميّ (WWL) للعام 2022، وهي أحدث دراسة من قبل Open Doors حول أكثر 50 دولة تشكّل خطرًا على المسيحيين أو يصعب فيها أن يكون الشّخص مسيحيًّا.
قال ديفيد كاري، رئيس Open Doors في الولايات المتّحدة الأميركيّة: "تُشير نتائج الدّراسة المتعلّقة بهذا العام إلى تغيّرات جذريّة في مشهد الاضطهاد".
تصدّرت كوريا الشّماليّة تاريخيًّا ترتيب الدّول الأكثر خطورة منذ أن بدأت Open Doors بعمليّة الرّصد في العام 1992. إلّا أنّه مع سيطرة حركة طالبان على أفغانستان في شهر آب/أغسطس الماضي، أُجبر الأفغان المؤمنون على مغادرة بلادهم أو الإنتقال إلى أماكن أخرى من البلاد. يشير التّقرير إلى أنّ كثيرين فقدوا كلّ ما لديهم، بينما أُغلقت الكنائس البيتيّة على الفور.
قال أحد الأفغان الّذين تمّ إجلاؤهم وهو يأمل بالرّجوع يومًا ما طالبًا عدم الكشف عن هويّته: "لم يكن الوضع قبل سيطرة حركة طالبان بأفضل حال لكنّه كان مقبولًا". "أمّا [الآن] يعيش المسيحيّون بخوف ويتوارون عن الأنظار، يعيشون تحت الأرض".
تُسارع دراسة Open Doors إلى الإشارة بأنّ انتقال كوريا الشّماليّة إلى المركز الثّاني لا يعكس ذلك بتاتًا تحسّنًا في الحرّيّة الدّينيّة هناك. بل على العكس، أدّى تطبيق قانون الفكر المعادي للرّجعيّة الجديد إلى زيادة الاعتقالات ما بين المسيحيين وإغلاق الكنائس البيتيّة.
بشكل عام، يعيش 360 مليون مسيحيّ في دول ذات مستويات عالية من الاضطهاد أو التّمييز الدّينيّ. أي أنّ 1 من أصل كلّ 7 مسيحيين المنتشرين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 1 من أصل كلّ 5 مؤمنين في إفريقيا و2 من أصل كلّ 5 مؤمنين في آسيا و1 من أصل كلّ 15 مسيحيّ في أمريكا اللّاتينيّة.
في العام الفائت، وللمرّة الأولى منذ 29 عامًا منذ بدء عمليّة التّرصّد، سجّلت جميع الدّول الخمسين درجات عالية بما يكفي لتصنيفها من ضمن مستويات الاضطهاد "العالية جدًّا" في جدول Open Doors المكوّن من 84 سؤالًا. تأهّلت في هذا العام جميع الدّول الخمسين مرّة أخرى – كما هو حال 5 دول أخرى خرجت من حالة الانقطاع.
فيما يستمرّ التّطرّف الإسلاميّ في إحداث أكبر قدر من الاضطهاد، فقد أشارت منّظمة Open Doors إلى أنّ القيود المتعلّقة بـ COVID-19 "سهّلت عمليّة السّيطرة والتّشدّد الرّقابيّ على الأقليّات الدّينيّة وعلى خدمات العبادة" في الصّين ودول أخرى. وجد الباحثون أيضًا أنّ الاضطهاد ينتج بشكل متزايد تشريد المسيحيين من مجتمعاتهم، وخاصّة في ميانمار حيث لجأ عشرات الآلاف إلى دول أخرى.
إنّ الغرض من التّصنيف السّنويّ لـ WWL – الذي سجّل تنافس كوريا الشّماليّة وتفاقم حالة الاضطهاد فيها من سيّء إلى أسوأ – هو للصّلاة بالشّكل السّليم والسّعي إلى إنتاج غضب فعّال فيما نلقي الضّوء على المؤمنين المضطهدين وغير المنسيّين .
يتتبّع إصدار عام 2022 الفترة الزّمنيّة من 1 تشرين الأوّل/أكتوبر 2020 لغاية 20 أيلول/سبتمبر 2021 وقد جُمع من القاعدة الجماهريّة بواسطة العاملين في Open Doors في أكثر من 60 دولة.
ما هي الدّول الأكثر اضطهادًا للمسيحيين اليوم؟
لا تمثّل أفغانستان لوحدها التّغيير الكبير في تصنيفات هذا العام. انتقلت ميانمار إلى المرتبة 12 وهي الّتي كانت في السّابق في المرتبة 18، بسبب تصاعد العنف بعد الانقلاب العسكريّ والتّمييز على صعيد الرّعاية الصّحيّة. قفزت قطر إلى المركز 18 وهي الّتي كانت تشغر المرتبة 29، إذ لم تسمح للكنائس البيتيّة بمعاودة نشاطاتها بعد فترة الإغلاق المرتبطة بـ COVID-19 كما كان الحال في السّابق، على الرّغم من الإذن الممنوح للمساجد ولعدد قليل من الكنائس المسجّلة رسميًّا. تقدّمت إندونيسيا إلى المركز 28 وهي الّتي شغرت في السّابق المركز 47، بسبب هجومين إسلاميين على كنائس أوقعا عدد من الضّحايا على الرّغم من الحملة الّتي شنّتها الحكومة ضدّ الإرهابيين. وقفزت كوبا إلى المركز 37 وهي الّتي شغرت المركز 51، بسبب الإجراءات المكثّفة ضدّ القادة والنّشطاء المسيحيين المعارضين للمبادئ الشّيوعيّة.
بشكل عام، تبادلت الدّول العشر الأولى مراكزها فيما بينها مقارنة مع العام الفائت. حافظت الصّومال على المرتبة 3، كما فعلت ليبيا في بقائها في المرتبة 4، وإريتريا في المرتبة 6، والهند في المرتبة 10. تقدّمت اليمن مركزين لتصل إلى المرتبة 5، ولتحلّ مكان باكستان الّتي تراجعت ثلاث مراتب لتصل إلى المرتبة 8. تراجعت إيران مرتبة واحدة لتحلّ في المرتبة 9، وتقدّمت نيجيريا مرتبتين لتصل إلى المرتبة 7، وهكذا تكتمل هذه المجموعة المشينة.
بشكل مفاجئ أزيلت نيجيريا في تشرين الثّاني/نوفمبر من القائمة السّنويّة لوزارة الخارجيّة الأمريكيّة المتعلّقة بالبلدان ذات الاهتمام الخاصّ بعد إضافتها أخيرًا في العام 2020، والّتي حظيت باهتمام خاصّ في تقرير Open Doors.
قال مانغا، الّذي قطعت جماعة بوكو حرام رأس والده: "إنّ حياتك مهدّدة بشكل مستمرّ بمجرّد كونك مسيحيًّا في نيجيريا". "[لكن] ليس لدينا أي مكان [آخر] نذهب إليه، ليس لدينا خيار آخر".
احتلّت الدّولة الإفريقيّة الأكثر اكتظاظًا بالسّكان المرتبة الأولى في تصنيف الفئات الفرعيّة لـ WWL المتعلّق بالمسيحيين الّذين قتلوا واختطفوا أو الّذين تعرّضوا للتّحرّش الجنسيّ أو الإيذاء الجسديّ أو العقليّ والّذين تعرّضت منازلهم وشركاتهم للتّخريب لأسباب دينيّة. وقد احتلّت المرتبة الثّانية في الفئات الفرعيّة من ناحية الهجمات ضدّ الكنائس وعمليّة التّهجير الداخليّ.
ذكر التّقرير: "لقد… أصبح من الواضح بشكل متزايد أنّ المسيحيين (والأقليّات) لا يمكنهم الاعتماد على الأجهزة الأمنيّة لحمايتهم".
ترتبط انتهاكات الحرّيّة الدّينيّة في نيجيريا بالحضور الإسلاميّ المتزايد في منطقة السّاحل الإفريقيّ. تقدّمت مالي إلى المركز 24 وهي الّتي شغرت في السّابق المرتبة 28، وتخشى Open Doors من تقدّمها في المراتب في العام القادم. حافظت بوركينا فاسو على المركز 32، فيما قفزت النّيجر إلى المركز 33 من موقعها السّابق في المركز 54. وفي مكان ليس ببعيد، صعدت جمهوريّة إفريقيا الوسطى إلى المرتبة 31 من موقعها السّابق في المرتبة 35.
قالت إيليا جادي، وهي كبيرة المحلّلين في Open Doors فيما يختصّ بحرّيّة الأديان والمعتقدات في منطقة الصّحراء الجنوبيّة في إفريقيا: "إنّ مركز الجهاد العالميّ اليوم هو [في] منطقة السّاحل. "يتحرّك هذا الإرهاب باتّجاه الجنوب… وتخضع الدّول ذات الغالبيّة المسيحيّة لتأثيراته مثل بنين وتوغو وغانا وساحل العاج". (لا يوجد ترتيب في قائمة الرّصد)
تحتلّ البلدان ذات الغالبيّة المسيحيّة مرتبة متدنيّة نسبيًّا في لائحة الدّول الـ 50 الأخطر، وتشمل كولومبيا (المرتبة 30)، كوبا (المرتبة 37)، إثيوبيا (المرتبة 38)، جمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة (المرتبة 40)، الموزامبيق (المرتبة 41)، المكسيك (المرتبة 43) والكاميرون (المرتبة 44).
من الدّول الّتي تحتلّ المراكز الـ 50 الأولى:
- 11 دولة يسجّل فيها مستويات "متطرّفة" من الاضطهاد و39 دولة لديها مستويات "عالية جدًا". بالإضافة إلى خمس دول أخرى خارج لائحة الدّول الـ 50 والمصنّفة من ضمن فئة "الخطورة الشّديدة" وهي: كينيا، سريلانكا، جزر القمر، الإمارات العربيّة المتّحدة وتنزانيا.
- 18 دولة من هذه الدّول تتواجد في إفريقيا (6 دول في شمالي إفريقيا)، 29 دولة في آسيا، 10 دول في الشّرق الأوسط، 4 دول في آسيا الوسطى و3 دول في أمريكا اللّاتينيّة.
- 34 دولة تعتنق الإسلام كالدّين الرّسميّ للدّولة، 4 دول تعتنق البوذيّة، دولتان تعتنقان الهندوسيّة، دولة واحدة ملحدة، دولة واحدة تتبنّى الأفكار اللاأدرية و10 دول تعتنق المسيحيّة.
ضمّت قائمة العام 2022 دولتين جديدتين وهما: كوبا والنّيجر. كما تمّ استبعاد دولتين من هذه القائمة وهما: كينيا وجزر القمر.
تشمل التّغيّرات الأخرى الجديرة بالملاحظة المملكة العربيّة السّعوديّة الّتي احتلّت المرتبة 11، وهي الّتي شغرت في السّابق المرتبة 14، بسبب توافر المزيد من المعلومات حول حالة المهاجرين الّذين يعتنقون الإيمان المسيحيّ. وعلى شاكلتها تقدّمت سلطنة عُمان الخليجيّة إلى المرتبة 36 وهي الّتي شغرت في السّابق المرتبة 44، بعد زيادة حجم المراقبة على المسيحيين، وخاصة الّذين يعتنقون الإيمان المسيحيّ مع إجبار العديد منهم على مغادرة البلاد. صعدت في آسيا دولة بوتان إلى المرتبة 34 وهي الّتي شغرت سابقًا المرتبة 43، بسبب تصاعد حملات العنف ضدّ المسيحيين داخل الأمّة البوذيّة المسالمة تقليديًّا.
لم تكن كلّ التحرّكات الجديرة بالملاحظة سلبيّة في طبيعتها. تراجع كلّ من العراق وسوريا ثلاث مراتب أي إلى المركزين 14 و15 بسبب انخفاض نسبة قتل المسيحيين والهجمات ضدّ الكنائس. تراجعت تونس إلى المركز 35 وهي الّتي شغرت سابقًا المرتبة 25، حيث تمّ احتجاز عدد أقل من المسيحيين فيما سبّب انخفاض مستوى العنف ضد المسيحيين إلى تراجع طاجيكستان إلى المركز 45 وهي الّتي شغرت سابقًا المرتبة 43. وفي الوقت نفسه، أدّى تراجع نسبة الهجمات الّتي شنّتها الجماعات الهندوسيّة المتطرّفة في جبال الهيمالايا في دولة النّيبال إلى انخفاض ترتيبها إلى المرتبة 48، وهي الّتي شغرت سابقًا المرتبة 34.
اقترحت Open Doors فرضيّة بأنّ بعض هذه التّراجعات في التّرتيب قد تكون نتيجة عوامل سطحيّة ناجمة عن انخفاض النّشاط المسيحيّ بسبب جائحة COVID-19 المستجدّة. تراجعت مصر إلى المركز 20 وهي الّتي شغرت سابقًا المرتبة 16، ولحقتها تركيا فانتقلت إلى المركز 42 وهي الّتي كانت سابقًا في المرتبة 35، وذلك سببب انخفاض الهجمات المسجّلة على الكنائس. وعلى الرّغم من ذلك، استمرّ مستوى العنف ضدّ الأفراد المسيحيين في ارتفاعه في مصر حيث قُتل ثمانية مؤمنين. في المقابل شهدت تركيا خطابًا حكوميًّا عدائيًّا متصاعدًا ضدّ المسيحيين الّذين يعانون من حالة متزايدة من انعدام الثّقة مجتمعيًّا.
استبدلت دول أخرى التّطورات الإيجابيّة بأخرى سلبيّة. بقي السّودان في المرتبة 13، لأنّ إصلاحات الحرّيّة الدّينيّة على المستوى الوطنيّ لم تفعّل بعد على المستوى المحلّيّ. حافظت كولومبيا على المرتبة 30 حيث قُتل عدد أقلّ من المسيحيين مع ملاحظة ارتفاع النّشاط الإجراميّ والعداء الاجتماعيّ – خاصّة في وسط مجتمعات السّكّان الأصليين. وفي حالة إثيوبيا الّتي تراجعت مركزين واحتلّت المرتبة 38، فقد شهدت انخفاضًا في العنف ضدّ المسيحيين قابله ضغوطًا من داخل المجتمع وسط ظروف الحرب الأهليّة الّتي تجعل من الصّعب التّمييز ما بين الاضطهاد الدّينيّ والعرقيّ.
كيف يتمّ اضطهاد المسيحيين في هذه البلاد؟
تتعقّب Open Doors حالات الاضطهاد عبر ستّ فئات – بما في ذلك الضّغط الاجتماعيّ والحكوميّ على الأفراد والعائلات وجماعات الإيمان – وتركّز بشكل خاصّ على النّساء. شهدت جميع الفئات تقريبًا زيادات في هذا العام، وسجّل بعضها مستويات قياسيّة.
عندما يتمّ التّركيز على فئة العنف، فإنّ ترتيب أعلى 10 دول تمارس الإضطهاد يتغيّر بشكل كبير – تحافظ كلّ من أفغانستان ونيجيريا وباكستان والهند على مكانتها. نجد في واقع الحال 16 دولة تشكّل خطرًا فتّاكًا للمسيحيين أكثر من كوريا الشّماليّة.
ارتفع عدد الّذين استشهدوا في سبيل إيمانهم حيث وصل إلى أكثر من 1,000 شخص عن العام الفائت، بحسب الإحصاء الّذي قامت به Open Doors حيث بلغ عدد الّذين استشهدوا بسبب إيمانهم 5,898 خلال الفترة المشمولة بالتّقرير. وهي تمثّل زيادة بنسبة 24%، لكنّها تشكّل في الوقت عينه تحسّنًا عن مستوى عام 2016 حيث بلغت حصيلة الّذين استشهدوا 7106 شخصًا. استحوذت نيجيريا على 79% من إجمالي عدد الشّهداء وتليها باكستان بنسبة 11%.
نشرت Open Doors إحصائيّات العنف الخاصّة بها في الدّول الّتي احتلت المرتبة 41 أو أعلى. تشتهر هذه المنظمة باعتمادها لإحصاءات أكثر تحفّظًا من المجموعات الأخرى، الّتي تحصي أعداد الّذين استشهدوا في غالبيّة الأحيان بـ 100,000 في السّنة الواحدة.
عندما يصعب علينا التّحقّق من الأرقام، تحدّد التّقديرات على شكل أرقام تقريبيّة تتراوح ما بين 10 أو 100 أو 1,000 أو 10,000، ويُفترض أنّها أعلى في واقع الحال. لا يتم توفير بعض الإحصاءات الوطنيّة لدواع أمنيّة، نستخدم حينها تصنيف "NN" للدّول مثل أفغانستان وجزر المالديف وكوريا الشّماليّة والصّومال واليمن.
تقع تحت هذا التّصنيف، الدّول الّتي لا يتمّ تسميتها وهي بوركينا فاسو وجمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة والموزامبيق بحصيلة رمزيّة تصل إلى 100 شهيد.
تتعقّب فئة ثانية الهجمات على الكنائس والمباني المسيحيّة الأخرى مثل المستشفيات والمدارس والمقابر، سواء دمّرت أو أغلقت أو تمّت مصادرتها. يمثّل العدد البالغ 5,110 زيادة بنسبة 14% عن العام الفائت، لكنّه يشكّل فقط نصف المستوى الأعلى الّذي سجّل في العام 2020 والبالغ 9,488 شهيدًا.
رجعت الصّين (المرتبة 17)، لتنضمّ إلى قائمة أكثر 20 بلدًا بحسب إحصاءات العالم الفائت للمرّة الأولى منذ عقد من الزّمن، وهي تتقدّم اللّائحة بنسبة 59% من الهجمات المسجّلة ضدّ الكنائس. حلّت نيجيريا في المرتبة الثّانية حيث سجّلت 470 حادثة اعتداء، تليها بنغلاديش وباكستان وقطر. تمّ تخصيص رمز 100 لكلّ من جمهوريّة إفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو والموزامبيق وبوروندي وأنغولا ورواندا.
سجّلت فئة المسيحيين المحتجزين من دون محاكمة والمعتقلين والمحكوم عليهم والمسجونين مستوى قياسيًّا جديدًا في العام 2021، بعدد إجماليّ 6,175 حالة، أي بزيادة حوالي 1,000 حالة عن الفترة الّتي شملها التّقرير السّابق. تقسم Open Doors هذه الإحصائيّة إلى فئتين فرعيتين، مع 4,765 معتقلاً محتجزًا يمثّلون زيادة بنسبة 69%. تتصدّر الهند بـ 1,310 حالة، بالإضافة إلى بلد غير معلن مع باكستان والصّين الّذين يشكّلون نسبة 90% من العدد الإجماليّ.
ومع ذلك، فإنّ عدد المسجونين البالغ 1,410 مؤمنًا يمثّل انخفاضًا بنسبة 4% عن الفترة السّابقة. شكلت إريتريا والصّين وبنغلاديش مع دولة غير معلنة نسبة 91% من المجموع الإجماليّ.
كما سجّل رقمًا قياسيًّا جديدًا في عدد المسيحيين المختطفين، حيث بلغ العدد الإجماليّ 3,829، ويمثّل ذلك زيادة قدرها 124% عن الفترة السابقة. استحوذت نيجيريا على 66% من العدد الإجماليّ وتليها باكستان بنسبة 26%.
يشكّل النّزوح الفئة الأكبر على الإطلاق حيث أُجبر 218,709 مسيحيًّا على ترك منازلهم أو الاختباء لأسباب تتعلّق بإيمانهم. كما اضطر 25,038 مسيحيًّا إضافيًّا على مغادرة بلادهم. تمثّل ميانمار نسبة 91% و80% على التّوالي.
ذكرت Open Doors صعوبة إحصاء بعض الفئات بدقّة، وخاصّة تلك المرتبطة بالحالات الـ 24,678 المتّصلة بالإيذاء الجسديّ والعقليّ مع ما يتضمّن ذلك من ضرب والتّهديد بالقتل. تمّ تخصيص 36 دولة بأرقام رمزيّة من مجمل 74 دولة شملها الاستطلاع. تصدّرت نيجيريا القائمة وتلتها الهند ودولتان لم يتم تسميتهما وإريتريا وباكستان وميانمار والصّين وجمهوريّة إفريقيا الوسطى والموزامبيق وماليزيا.
تعرّض للهجوم ما يقدر بنحو 4,543 منزلًا وممتلكات مسيحيّة في العام 2021 بالإضافة إلى 1,906 متجرًا وشركة. أعطيت الدّول الّتي احتلّت المراتب من 18 إلى 36 أرقامًا رمزية واحتلّت نيجيريا المرتبة الأولى بينها.
احتلت كلّ من نيجيريا وباكستان والموزامبيق المرتبة الأولى في الفئة السّابقة واستطعنا تسجيل أحداث فعليّة فقط في الكاميرون وبنغلاديش. فيما شغرت كلّ من العراق وسوريا والصّين وبوركينا فاسو وجمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة المراكز العشرة الأولى وقد أعطيت رقمًا رمزيًّا يشير إلى 100 هجوم.
كان من الصّعب أيضًا على الباحثين في Open Doors القيام بإحصاءات دقيقة حول الفئات الخاصّة بالنّساء. حدّد ما مجموعه 3,147 حالة اغتصاب وتحرّش جنسيّ بقيادة نيجيريا وباكستان بالإضافة إلى الأرقام الرّمزيّة المعطاة إلى 36 دولة من أصل 48. بلغ عدد الزّيجات القسريّة لغير المسيحيين ما مجموعه 1,588. احتلّت باكستان المرتبة الأولى مع أعلى نسبة من بين 25 دولة من أصل 37 تمّ تخصيصها بأرقام رمزيّة.
لماذا يُضطهَد المسيحيّون في هذه الدّول؟
يختلف الدّافع الرّئيس مع اختلاف الدّول. تساعد عمليّة فهم هذه الفوارق المسيحيين المتواجدين في دول أخرى على الصّلاة ومناصرة إخوتهم وأخواتهم المسيحيين المنكوبين بفاعليّة.
تصنّف Open Doors المصادر الأساسيّة للاضطهاد المسيحيّ من ضمن ثماني مجموعات:
الاضطهاد الإسلاميّ (33 دولة): هذا هو المصدر الرّئيس للاضطهاد الّذي يواجهه المسيحيّون في أكثر من نصف الدّول الواردة في قائمة الرّصد، بما في ذلك 7 دول من أصل أكثر 10 دول بشكل عام: أفغانستان (المرتبة 1)، الصّومال (المرتبة 3)، ليبيا (المرتبة 4)، اليمن (المرتبة 5)، نيجيريا (المرتبة 7)، باكستان (المرتبة 8)، وإيران (المرتبة 9). تعتنق معظم الدّول الـ 33 دولة الدّين الإسلاميّ رسميًّا أو لديها غالبيّة مسلمة. ومع ذلك، نجد 6 دول بغالبيّة مسيحيّة وهي: نيجيريا وجمهوريّة إفريقيا الوسطى (المرتبة 31)، إثيوبيا (المرتبة 38)، جمهوريّة الكونغو الدّيموقراطيّة (المرتبة 40)، الموزامبيق (المرتبة 41) والكاميرون (المرتبة 44).
جنون العظمة الدّيكتاتوريّ (5 دول): هذا هو المصدر الرّئيس للاضطهاد الّذي يواجهه المسيحيّون في خمسة دول، يقع معظمها في آسيا الوسطى مع غالبيّة مسلمة: أوزبكستان (المرتبة 21)، تركمستان (المرتبة 25)، بنغلاديش (المرتبة 29)، طاجيكستان (المرتبة 45) وكازاخستان (المرتبة 47).
الاضطهاد الشّيوعيّ وما بعد الشّيوعيّة (5 دول): هذا هو المصدر الرّئيس للاضطهاد الذي يواجهه المسيحيّون في خمس دول تقع بشكل أساسيّ في آسيا وهي: كوريا الشّماليّة (المرتبة 2)، الصّين (المرتبة 17)، فيتنام (المرتبة 19)، لاوس (المرتبة 26) وكوبا (المرتبة 37).
القوميّة الدّينيّة (4 دول): هذا هو المصدر الرّئيس للاضطهاد الّذي يواجهه المسيحيّون في أربع دول آسيويّة. يتمّ استهداف المسيحيين في المقام الأوّل من قبل القوميين الهندوس في الهند (المرتبة 10) والنّيبال (المرتبة 48)، ومن قبل القوميين البوذيين في ميانمار (المرتبة 12) وبوتان (المرتبة 34).
الجريمة المنظّمة والفساد (دولتان): هذا هو المصدر الرّئيس للاضطهاد الّذي يواجهه المسيحيّون في كولومبيا (المرتبة 30) والمكسيك (المرتبة 43).
نظام الحماية الطائفيّ المسيحيّ (دولة واحدة): هذا هو المصدر الرّئيس للاضطهاد الّذي يواجهه المسيحيّون في إريتريا (المرتبة 6).
التعصّب العلمانيّ (0 دولة) والقمع العشائريّ (0 دولة): تتعقّب Open Doors مصادر الاضطهاد هذه، لكنّها لا تشكّل لغاية الآن المصدر الرّئيس في أي من الـ 50 دولة في قائمة عام 2022. ومع ذلك، فقد كان الاضطهاد العشائريّ في العام الماضي هو المحرّك الأساسيّ في أفغانستان والصّومال ولاوس وقطر ونيبال وسلطنة عُمان.
كيف تُقارن تقارير WWL بالتّقارير الأخرى حول الاضطهاد الدّينيّ؟
تعتقد Open Doors أنه من المنطقيّ أن نطلق على المسيحيّة أنّها أكثر ديانات العالم اضطهادًا. وتشير في الوقت نفسه إلى عدم وجود توثيق مماثل للمسلمين حول العالم.
تدعم الإحصاءات الأخرى المرتبطة بالحرّيّة الدّينيّة عالميًّا العديد من اكتشافات الـ Open Doors. على سبيل المثال، حلّلت أحدث أبحاث Pew Research Center حول العدائيّة الحكوميّة والمجتمعيّة تجاه الأديان، تعرّض المسيحيّون للمضايقة في 153 دولة في العام 2019 وهي نسبة تفوق أيّة مجموعة دينيّة أخرى. تعرّض المسلمون للمضايقة في 147 دولة ويليهم اليهود في 89 دولة.
عندما نتفحّص الأفعال العدائيّة من قبل الحكومات فقط، فقد تعرّض المسلمون للمضايقة في 135 دولة والمسيحيّون في 128 دولة وفقًا لـ Pew. وعند دراسة الأفعال العدائيّة داخل المجتمع فقط فقد تعرّض المسلمون للمضايقة في 115 دولة والمسيحيّون في 107 دولة.
يتوافق التّقسيم مع البيانات المقدّمة من قبل Open Doors. فقد سجّلت كلّ من الصّين وميانمار والسّودان وسوريا أكثر من 10,000 حادثة مضايقات حكوميّة. كما سُجّلت مستويات عالية من العدائيّة المجتمعيّة في سريلانكا وأفغانستان ومصر.
تظهر معظم الدّول المدرجة في قائمة Open Doors أيضًا على القائمة السّنويّة لوزارة الخارجيّة الأمريكيّة والّتي تسمّي وتفضح الحكومات الّتي "شاركت أو تساهلت فيما يتعلّق بالانتهاكات المنهجيّة والمستمرّة والتّي تشكّل خرقًا بشعًا للحرّيّة الدّينيّة".
تشمل في الدّرجة الأولى قائمة البلدان ذات الاهتمام الخاص (CPC) ميانمار (المرتبة 12 في قائمة WWL للعام 2022)، الصّين (المرتبة 17)، إريتريا (المرتبة 6)، إيران (المرتبة 9)، كوريا الشّماليّة (المرتبة 2)، باكستان (المرتبة 8)، روسيّا (الّتي لم يشملها تصنيف WWL للعام الفائت)، المملكة العربيّة السّعوديّة (المرتبة 11)، طاجيكستان (المرتبة 45) وتركمانستان (المرتبة 25). وتشمل في الدّرجة الثّانية قائمة التّرصّد الخاصّة الجزائر (المرتبة 22)، جزر القمر (الّتي لم يشملها تصنيف WWL للعام الفائت)، كوبا (المرتبة 37) ونيكاراغوا (غير مصنّفة ولكنّها تخضع للمراقبة من قبل Open Doors).
تعدّد وزارة الخارجيّة أيضًا الكيانات ذات الاهتمام الخاصّ، أو الجهات الفاعلة غير الحكوميّة الّتي تسبّب الاضطهاد والّتي تنشط جميعها في البلدان المدرجة على قائمة Open Doors. ومن بين هؤلاء جماعة بوكو حرام وISWAP في نيجيريا (المرتبة 7 على لائحة WWL)، حركة طالبان في أفغانستان (المرتبة 1)، حركة الشّباب في الصّومال (المرتبة 4)، داعش بشكل أساسيّ في العراق (المرتبة 14)، هيئة تحرير الشّام في سوريا (المرتبة 15)، الحوثيّون في اليمن (المرتبة 5) وداعش – الصّحراء الكبرى وجماعة نصر الإسلام والمسلمين في السّاحل.
ومن ناحية أخرى، أوصت اللّجنة الأمريكيّة للحرّيّة الدّينيّة الدّوليّة (USCIRF) في تقريرها لعام 2021 اعتماد الدّول نفسها الّتي وردت في تصنيف CPC مع إضافة نيجيريا والهند (المرتبة 10) وسوريا وفيتنام (المرتبة 19). أمّا فيما يتعلّق بلائحة الرّصد الخاصّة بوزارة الخارجيّة، أوصت USCIRF باعتماد الدّول نفسها باستثناء جزر القمر مع إضافة كلّ من أفغانستان وأذربيجان (غير مصنّفة ولكنّها تخضع للمراقبة من قبل Open Doors)، مصر (المرتبة 20)، إندونيسيا (المرتبة 28)، العراق وكازاخستان (المرتبة 47)، ماليزيا (المرتبة 50)، تركيا (المرتبة 42) وأوزبكستان (المرتبة 21).
تتم مراقبة جميع دول العالم من قبل الباحثين والعاملين الميدانيين في Open Doors، ويتم إيلاء اهتمام خاصّ لـ 100 دولة والتّركيز بشكل خاصّ على 76 دولة الّتي تسجّل مستويات "عالية" من الاضطهاد (أي أنّها تسجّل أكثر من 40 نقطة من أصل 100 على المقياس المعتمد من قبل Open Doors).