News

هرب من بيته في غزة والآن هو يطعم النازحين

ان هؤلاء الذين على الأرض يبحثون عن الامل ويتصارعون مع ايمانهم بينما تستمر الحرب

Displaced Palestinians travel on a cart in Rafah, southern Gaza Strip

Displaced Palestinians travel on a cart in the southern Gaza Strip.

Christianity Today December 29, 2024
AFP / Getty

نظرًا للواقع الاجتماعي- السياسي المعقّد الحالي في وقت الحرب في عزة، فإننا نستخدم أسماء مستعارة ل”ايمن” والغزيين الآخرين لحمايتهم.

اقرأ مقال المسيحية اليوم من يوم الثلاثاء حول مسيحيي غزة:

خسر فادي شقته لذا لن يسمح ان يحدث الامر ذاته لكنيسته. بقلم هيثر م. سورلز

ان خسائر الحرب واضحة بشكل خاص في جباليا، وهي مدينة في شمال غزة تقع تحت حصار مزدوج: الممر الشرقي-غربي نيتساريم لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي والتي تفصل جباليا من الجنوب وكذلك عملية عسكرية بدأت في تشرين اول الأخير تفصله عن مدينة غزة.

بينما يلاحق جيش الدفاع الإسرائيلي نشيطي حماس في جباليا، تفجر المتفجرات مناطق سكنية كاملة. لايمن وهو من سكان جباليا أولاد صغار ينامون بشكل متقطع ويركضون اليه وهم خائفون ويرتجفون حين تسقط القنابل. ان رائحة البارود تجعل اعينهم تدمع وتجعل التنفس صعبًا. ويدلي ايمن ان الناس الذين يطلق النار عليهم في الشارع ينزفون حتى الموت، لان الكل يخشى من الخروج اليهم للمساعدة. فتأخذ الكلاب بقضم الجثث المتروكة.  

بإمكان عائلة ايمن ان تنتقل الى الجنوب كما امر الجيش الإسرائيلي في بداية العملية. وقال ايمن انه يمكن ان يفعلوا ذلك إذا وصل الجنود قريبا للشقة. حتى ذلك الوقت، هو يؤمن ان البقاء في البيت – الذي تضرر من القصف هو البديل الأكثر امانًا. في نهاية تشرين ثاني، ادعت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس ان 1410 عائلات من غزة قد شطبت من السجل المدني الفلسطيني. لقد ماتوا في بيوتهم وفي ملاجئ في مناطق حددت بانها “مناطق آمنة”. وأشارت وسائل الاتصال الإسرائيلية ان الوزارة لا تميز بين المدنيين والمقاتلين.

بشكل عام يتصف القسم الجنوبي من غزة بكونه اكثر هدوء رغم ان الفلسطينيين هناك يواجهون ظروف يصفها حسام وهو فلسطيني يسكن في خان يونس بانها مجاعة. قبل ان يتحدث الى “المسيحية اليوم” نظم توزيع للوجبات من قبل جمعية إغاثة يعمل معها هذا العام. تزاحم الناس وتتدافعوا حول قدر كبير لكي يحصلوا على العدس الذي تم تحضيره بواسطه النار على الحطب. وفي كل مكان في غزة، حضّر الناس الوجبات بهذه الطريقة بحسب ما يقوله حسام اذ يستخدمون الخشب من الأثاث المحطم والشجرات المقتلعة لإشعال النار.

ان عدد امدادات المساعدة التي تدخل غزة انخفضت في تشرين اول بحسب المعلومات التي نشرت من قبل التنسيق الإسرائيلي للفعاليات الحكومية في المناطق. بينما تتهم إسرائيل الوكالات الدولية للغوث على انها لا توصل الموارد التي تصطف في المعبر الحدودي، فان الوكالات تقول ان عصابات مسلحة والشوارع التالفة تجعل تسليم الامدادات امر شبة مستحيل. 

فرّ حسام وعائلته من خان يونس في كانون ثاني. في البداية قضوا أربعة أيام في مدرسة بقرب بيتهم بينما سمعوا أصوات القصف المدفعي والمروحيات المقاتلة والبنادق الآلية. بعدها هربوا لمسافة سبعة اميال جنوبًا الى رفح والتي كانت في ذلك الوقت منطقة قد حددت ان تكون “منطقة آمنة” وهناك عاشوا على الحدود المصرية الرملية في خيمة من بلاستيك. في أوقات الشتاء- كانت مياه الامطار تبلل فرشاتهم وفي الحر شعر حسام انهم يعيشون في مشتل للخضار.

وفي رفح ابتدأ حسام بالتحالف مع عدة جمعيات لكي يوزعوا المساعدات للنازحين الفلسطينيين. في احدى المرات استطاع حتى ان يقدم لجيرانه الدجاج. ومن خلال جدران الخيمة استطاع ان يسمعهم وهم يستمتعون بتناول اللحم لأول مرة منذ وقت طويل

حين يوزع المساعدات، يقول حسام:” أكون في قمة السعادة. انسى معاناة الحرب والشح في الاكل وغياب الامن والخطر في كل مكان. وتمتلئ عيني بدموع الفرح – أعيش كأنني في ارسالية لاجل الرب”.

وفي آيار بينما ابتدأ الجيش الإسرائيلي في الهجوم في رفح، عادت عائلة حسام الى خان يونس حيث يعيشون الآن في بيت لقريب.

انه يكون مشغولًا في أيامه بمتابعة الاخبار والسعي لإيجاد الخبز لعائلته والبحث في مجموعات التواصل الاجتماعي لكي يعرف اين يتم توزيع الاكل. ويقف أولاده الذين لم يرتادوا المدرسة منذ بداية الحرب في الدور لكي يحصلوا على الوجبات ومياه الشرب النظيفة ولكي يعبئوا تلفونات العائلة في محطة لشحن التلفونات النقالة. ان سعر كيس من 55 رطل من الطحين كان 9.75 دولار امريكي اما اليوم فسعره يناهز 275 دولار.

بعد ان عاش تحت حكم حماس ل-17 عامًا فان اراءه عنهم هادئة وجديرة بالثقة. قال ان سياساتهم لا تفيد الغزيّ المتوسط وانما فقط ممن هم في حزبهم. وتحت الظروف الحالية، هو يرى انهم يأخذون اكثر من حصتهم العادلة حين يوزعون المساعدات. انهم يستخدمون المدنيين كدروع بشرية. وهو حتى يرى علاقة بين تركيز مقاتلي حماس ومواقع توزيع الطعام وهو تزاوج يقود الجيش الإسرائيلي لان يهاجم مناطق التوزيع.

البعض يتهم إسرائيل بانها ترتكب الإبادة الجماعية- وهو اتهام تعتبره إسرائيل كاذبًا اخذًا بعين الاعتبار هول والقصد من الكارثة. إسرائيل تصرّ ان حماس هي التي ابتدأت الحرب واستخدمت المستشفيات والمدارس والشقق لكي تحمي القواعد العسكرية وهكذا ساهمت في الضحايا المدنية. يرى حسام شرعية في وجهتي النظر.” اذا كان السؤال هو هل يتم ارتكاب الإبادة الجماعية -الجواب هو نعم ولكنها بشراكة مع حماس”

رغم كل هذا- يقول حسام ان معنوياته مرتفعة ويؤمن ان الله معه. احيانًا يقف بقرب بيته المهدوم ويتأمل ” حين ترى الموت بعينيك وتنجو بحياتك، فعندها يصبح كل شيء سهلًا بعد ذلك. وتأخذ بالقول
شكرا لله
 لقد نفذنا منه ونحن احياء”

بذات الوقت وفي مدينة غزة، يقول فادي انه لا يشعر ان له سيطرة على حياته. هو يقول ان الله أعطاه وأعطى مؤمني غزة الآخرين الصبر لكي يحتملوا. انه مقتنع انه في لحظة حدوث وقف لاطلاق النار فان كل غزيّ سيعاني من مرض نفسي وستبدأ حرب من نوع أخر”: حرب ضد البطالة، التضخم المالي، شح الاكل ونقص شديد في السكن.

“ليس بمقدورنا فعل أي شيء لنعمله، سوى ان نصلي بصدق وان نعيش في الوضع الذي نحن فيه”.

Our Latest

News

خسر فادي شقته. ولن يسمح بأن يحدث ذات الامر مع كنيسته.

يواجه السبعمائة مسيحي المتبقين اسعارًا فاحشة، شقق تم قصفها وفقدان جاليتهم لصالح العنف والهجرة.

لماذا يتذكر المسيحيون الأرمن في كانوناول سفينة نوح؟

إن رواية التورآه عن الطوفان تناسب الكنيسة المضطهدة التي ولدت بالقرب من جبل أرارات.

اكثر 11 مقالا مقروءًا باللغة البرتغالية في المسيحية اليوم في عام 2024

اكتشف اكثر المواضيع شعبية في المسيحية اليوم مع جمهور القارئين بالعربية.

Apple PodcastsDown ArrowDown ArrowDown Arrowarrow_left_altLeft ArrowLeft ArrowRight ArrowRight ArrowRight Arrowarrow_up_altUp ArrowUp ArrowAvailable at Amazoncaret-downCloseCloseEmailEmailExpandExpandExternalExternalFacebookfacebook-squareGiftGiftGooglegoogleGoogle KeephamburgerInstagraminstagram-squareLinkLinklinkedin-squareListenListenListenChristianity TodayCT Creative Studio Logologo_orgMegaphoneMenuMenupausePinterestPlayPlayPocketPodcastRSSRSSSaveSaveSaveSearchSearchsearchSpotifyStitcherTelegramTable of ContentsTable of Contentstwitter-squareWhatsAppXYouTubeYouTube