Church Life

لماذا قيامة المسيح هي بتلك الأهمية للمسيحيين الفلسطينيين؟

ان بزوغ الملكوت الجديد يبشر بالمصالحة والفرج من القهر.

Christianity Today April 18, 2025
Source images: Toa Heftiba / Unsplash / Statens Museum for Kunst / CCO / Edits by CT

خلال الأسبوع المقدس، نتأمل كيف ان الصليب يصالح الإنسانية مع الله. لكن للمسيحيين الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل، والذين يعانون من القهر والتمييز بشكل يومي، فان القيامة وقوتها لمصالحة اليهود والأمم تمنحهم أعظم رجاء.

“ان قيامة المسيح هي البرهان المطلق انه من الممكن ان يتغير العالم”، يقول اللاهوتي الفلسطيني الإسرائيلي يوحنا كتناشو.

يحتفل الفلسطينيون المسيحيون بعيد الفصح في كلا الموعدين الغربي والشرقي. يحمل حوالي 160 الف فلسطيني مسيحي حاليا الجنسية الإسرائيلية ويعيش حوالي ثلثهم في الضفة الغربية وغزة.

cولد كتناشو في 1967 ونشأ خلال الحرب العربية – الاسرائيلية المستمرة لعقود والتي اججت الكراهية والعداوة بين اليهود والعرب. لقد قبل المسيح في جيل 19 عامًا وإذ كان مناصرًا للإلحاد في السابق، فانه اليوم عميد اكاديمي ومحاضر للدراسات الكتابية في كلية الناصرة الانجيلية في إسرائيل.

ان كتاب كتناشو “قراءة انجيل يوحنا بأعين فلسطينية” يدرس إعادة تفسيرات يوحنا لليهودية التقليدية في نور المسيح. “يوحنا يرى ان امتلاك المسيح هو اكبر بركة ممكنة ودون المسيح لا شيء لنا (يوحنا 3: 36). كنتيجة لذلك، فان المساحة والوقت والتاريخ والهوية والأرض تُقرأ في ضو مركزية المسيح” ، بحسب ما يقول كتناشو.

تحدث محرر الكتب العالمية جيثانجالي تابس مع كتناشو حول أهمية قيامة الفصح بالنسبة للمؤمنين الفلسطينيين، وكيف يمكن لقراءته لانجيل يوحنا  ان تقدم تحديًا للكنيسة العالمية.

كيف أصبحت مؤمنًا؟

عائلتي كانت لاتينية، ولكني أصبحت ملحدًا في سنوات المراهقة. حين صرت بجيل 19، حدث معي اختبار مع الله غيّر حياتي. في الساعة الثالثة صباحًا سمعت أصوات أجراس ترن. حين استيقظت، لم أكن قادرًا على تحريك يديّ او رجليّ. كنت مذعورًا. حاولت ان احرر نفسي بكل طريقة ممكنة خطرت في ذهني، لكني لم أفلح. في الخامسة صباحًا، قلت لله:” ان كان ذلك منك، فاني اعدّك انني سأبحث عنك”. في اللحظة الني قلت ذلك، استطعت ان اتحرك مرة أخرى.

بعد ذلك الاختبار، ابتدأت بارتياد كنيسة صغيرة هي كنيسة الاتحاد المسيحي في البلدة القديمة في القدس. بينما كنت هناك قلت لله: “كيف من الممكن إنك إله إسرائيل ولست اله الفلسطينيين؟”. صليت ان اعطي الله قلبي وذهني وبعدها حلمت بوجه منحني السلام والسكينة في قلبي. حين استيقظت، شعرت بأحدهم يهمس في اذني،” يوحنا، ان هذا هو الفرق بين النعمة والاعمال. إذا اردت ان تتبعني بجهودك الذاتية، فإنك لن تستطيع فعل ذلك. ولكن ان كنت في المسيح، فإنك محمي وهو عطيتي لك.”

واخذت الحواجز في ذهني بالانهيار، وابتدأت مسيرتي الروحية. بدل ان ادافع عن الالحاد، بدأت درس كتاب في جامعة بيت لحم وخدمات مسيحية أخرى في جامعات فلسطينية أخرى لاحقًا.

ما هو الذي قادك ان تركّز دراستك العلمية على انجيل يوحنا؟

حين يقرأ الناس حول العالم انجيل يوحنا فانهم ينظرون اليه بانه معاد للسامية. ان هذا جائر لأنه، اولًا، يوحنا يهودي. انه نقاش يهودي داخلي بين اليهود الذين تبعوا يسوع المسيح واليهود الذين لم يتبعوه. يتوجب تبرئة يوحنا في هذا المجال، ويتوجب سماع رسالته بشكل اكثر وضوحًا.

ان فكرة كتابي ابتدأت حين سألتُ السؤال: “كيف يصارع يوحنا مع هويته؟” لاحظت ان انجيل يوحنا لديه تركيز ضخم على الأسئلة المتعلقة بالهوية في عبارات “انا هو” (يوحنا 6: 35; 8: 12; 10: 7، 11; 11:25; 14: 6; 15:1).

كفلسطيني يحمل الجنسية الإسرائيلية فإنني اصارع مع هويتي ضمن الأغلبية اليهودية. اريد ان احتفل بالهويات المتعددة التي صممها الله لي. لكن في الواقع هذه الهويات تتضارب بسبب اجندات سياسية وقيم ثقافية لا تتماشى مع الكتاب المقدس. ان هوياتي المتعددة كفلسطيني واسرائيلي وتابع للمسيح تجعل بعض الناس تشعر بعدم راحة، وهم يسعون بشكل مستمر ان يُسكِتوا أجزاء من هويتي التي لا يحبذونها.

ان دراسة انجيل يوحنا تمنح المسيحيين الفلسطينيين مثلي فرصة ان نسبر غور طبقات التعقيد المتأصلة في هويتنا. يوحنا هو تلميذ ليسوع في سياق الاغلبية يهودية. كلانا يصارع مع هويته، وكيف نعيش حياة ارسالية في سياقاتنا المحددة، وتشمل تطوير علاقات متجذرة في محبة الله والقريب وبجلب ملكوت المحبة لعالم ملئ بالكراهية.

أي احداث من الأسبوع المقدس يبحث بها الكتاب؟

إني اكتب عن الواقع الاجتماعي- سياسي للصلب في الجمعة العظيمة. ان الصليب يمثل في أوساط انجيلية كثيرة الفداء. لكن للصليب ابعاد لاهوتية هامة عديدة أخرى مثل كيف يكون رمز لصنع السلام.

في الوقت الذي حاولت روما ان تأتي بالسلام بواسطة السيف خلال “باكس رومانا” (السلام الروماني باللاتينية)، فان المسيح عمل ذلك بواسطة موته على الصليب. في الوقت الذي قدمت روما السلام عن طريقة اسكات الأصوات النبوية وعن طريق تكريس الظلم لكن سلام المسيح يقدم الغفران عن طريق تحويل قلوب الظالمين وفتح الأبواب للمصالحة مع الله (لوقا 23: 34، 47).

من أي اشكال من الظلم يعاني الفلسطينيون القاطنون في إسرائيل اليوم؟

اننا نُعامَل كمواطنين درجة ثانية. اننا نُعاني من قوانين مضطهِدة وظلم بنيوي. ان كنت فلسطينيًا ومواطنًا اسرائيليًا وتتزوج فلسطيني/ة من المناطق الفلسطينية فان شريكك او شريكتك لن يقدر الحصول على مواطنة إسرائيلية او حتى هوية إسرائيلية، مما يصعب للغاية إمكانية الشغل او الحصول على تأمين طبي من الحكومة الإسرائيلية.

لم تبن إسرائيل مدينة عربية واحدة منذ تأسيسها. بعض تلك المدن في النقب لم يتم الاعتراف بها من قبل الحكومة الإسرائيلية منذ تأسيس إسرائيل عام 1948. ان المدن الفلسطينية الإسرائيلية تستلم تمويلًا محدودًا رغم ان المواطنين يدفعون ضرائبهم بالكامل. كنتيجة لذلك، فان البنية التحتية للمدن الفلسطينية الإسرائيلية منقوصة للغاية. انهم يفتقرون للخدمات الطبية، التربوية او الحكومية. ان البيوت تُهدَم بشكل مستمر لأنهم يعتبرونها مساكن غير قانونية.

كيف تخاطب احداث الأسبوع المقدس واقعكم المستمر؟

ان يسوع يتعامل مع الإمبراطورية الرومانية بواسطة كشف نزعتهم الى العنف على الصليب. انه يكشف شرهم من خلال تألمه مع الذين يتألمون، كما نرى في اللصين الذين صلبوا الى جانبه (لوقا 23: 32-43).

لقد دعم يسوع النساء، الفقراء والمهمشين ليس فقط من خلال تمكينهم او شفائهم لكن ايضًا عن طريق خلق عالم جديد. ان قوة هذا العالم الجديد هي القيامة. من خلال معاناة المسيح على الصليب نأتي الى لحظة القيامة. وهكذا نجد ان الرجاء والتحول ممكنين.

لقد انهت القيامة العداوة بين اليهود والأمم. ان بزوغ هذه “الحضارة” الجديدة انهت مملكة فيها مواطنين درجة ثانية، وخلقت مملكة فيها كل رعاياها مواطنين درجة أولى. اليهود ان الأمم متساوون في المسيح.

ان قيامة المسيح تشجعني ان أرى كيف ان المحبة والرحمة والمساواة – كلها تشير الى تلك “الحضارة” الجديدة التي يشكل المسيحيون مُرسَلين لها. كيف يمكن ان نقدم عدلًا وغفرانًا حقيقيًا بينما نمهد الطريق الى الامام باتجاه المصالحة؟ اننا نفعل ذلك بواسطة تألمنا مع هؤلاء الذين يتألمون بشكل ظالم وبواسطة محاربة الظلم لأنه يؤذي كل من اليهود والفلسطينيين.

لماذا تعتبر كتابك هامًا للكنيسة العالمية؟

كتابي يدعو الكنيسة العالمية لتتأمل ليس فقط في انجيل يوحنا وانما ايضًا باللاهوت السياقي للمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل بالذات في مواضيع المساواة والهوية.

ان النقاشات الجيو- سياسية تّركز احيانًا على تكوين دولتين منفصلتين- واحدة للفلسطينيين العرب والأخرى للإسرائيليين اليهود. لكن أكثر من 20% من المواطنين الإسرائيليين هم فلسطينيون. حين اتحدث العبرية لجيراني اليهود، فان لهجني تكشف انني مواطن فلسطيني في إسرائيل. اذا طرأ خطر تفجير لقنبلة في إسرائيل، فإنني اقع تحت نفس الخطر ايضًا.  لن اعتَبر مواطنًا اسرائيليًا وانما فلسطينيًا. ان جزء من هويتي سيكون عرضة للهجوم.

ان نفس الوضع يحصل مع بطرس. حين يسافر بطرس الى اورشليم فان لهجته تكشف جذوره الجليلية (متى 26: 73). ان بطرس يشعر بالتوتر من كونه جليلي بين اليهود في اورشليم. انه ينكر هويته الثقافية واللغوية مما يقوده لينكر المعايير الأدبية وان ينكر المسيح باستمرار.

ان لهذا قيمة سياقية وارسالية: كيف يمكن ان نؤكد هويتنا اللغوية والثقافية ونؤكد يسوع بذات الوقت؟ ماذا عليّ ان افعل كمواطن فلسطيني لإسرائيل وكيف يمكن ان امنع ان يتم تهميش ايماني المسيحي؟ انها أسئلة شرعية بالنسبة لي.

لماذا الكتاب هام ايضًا للقراء الفلسطينيين؟

ان اليهود يريدون ان يكون يسوع يهوديًا. الفلسطينيون يريدون ان يكون فلسطينيًا. اعتقد ان التوجهين قوميين وتحرفنا عن عبادة يسوع كرب وكمخلص.

هناك معتقد منتشر ان دولة إسرائيل هي للناس اليهود اثنيًا. ان ذلك يستثني أناسًا ليسوا يهود حتى لو كانوا مواطنين إسرائيليين. ان هذا ليس الفهم الإنجيلي ليهودية يسوع.

 يمكن فهم يهودية يسوع بشكل آخروي (إسخاتولوجي). انه يعيد تعريف اليهودية في طرق شمولية قد تكرست فيها أعمق الآمال. انه الانسان الكامل الذي يمثل إنسانية مُحِبَة ومُرَحِبة بدل تلك الاثنية الحصرية.

حلم العهد القديم بناموس يكتب على قلب إسرائيل (ارميا 31:33) والذي يشير الى معرفة الله بعمق وبشكل شخصي. ان هذا الحلم قد تجسد في يسوع. ان كتّاب العهد الجديد مثل بولس فهموا ان يهودية يسوع هي إسخاتولوجية حين قال ان الختان هو ” ليس فقط خارجي وجسدي” ولكنه يتطلب تغيير داخلي حيث قلوبنا تختن بالروح (رومية 2: 28- 29).

ان إسخاتولوجية يهودية يسوع ليست تهديدًا للفلسطينيين. انها يهودية تدعو الفلسطينيين والإسرائيليين ليكونوا واحدًا في المسيح بدلًا من اليهودية الحصرية التي تدفع الناس الذين من اثنيات أخرى الى الخارج. ان هذا ما تحتاج الكنيسة ان تعلنه وبقوة.

يمكنك أن تتبعنا على الواتس اب لكي تحصل على  اشعار عن مقالات مترجمة جديدة بالعربية

Our Latest

News

ازمة الجوع في غزة تسوء. في ارض الواقع، تكثر التعقيدات.

يأس، هجومات ونهب يقودون الى “وضع صعب” حسبما تقول جمعية “محفظة السامري”.

محبة الجيران المسلمين دون المساومة في ايمانك

الرئيس المصري لشبكة مراكز العلاقات المسيحية – الإسلامية يشارك كيف علّمه المسيحيون العرب الأوائل عن كيفية التعامل مع الإسلام.

News

توفى: جون ماك آرثر، الذي شرح الكتاب المقدس للملايين

الواعظ من جنوب كاليفورنيا أراد ان ينير الكتاب المقدس بالكتاب المقدس ويميّز المسيحيين الحقيقيين عن الكاذبين.

ضحايا داعش يرحبون بالمساعدات المسيحية لكن ليس باعتناق المسيحية

اليزيديون، وهم اقلية دينية في العراق، ما زالوا يواجهون النزوح بعد 11 عامًا من هجومات المجموعات الجهادية.

News

تقليصات “الوكالة الامريكية للانماء الدوليّ” تترك خيام اليزيديين في حالة يرثى لها.

أحد أعضاء هذه الفئة، من الأقليات الدينية، وجد لجوءًا في أوروبا وهو يرسل لأهله في الوطن مدخوله الزهيد الذي يكسبه مقابل عمله في بقالة.

Apple PodcastsDown ArrowDown ArrowDown Arrowarrow_left_altLeft ArrowLeft ArrowRight ArrowRight ArrowRight Arrowarrow_up_altUp ArrowUp ArrowAvailable at Amazoncaret-downCloseCloseEmailEmailExpandExpandExternalExternalFacebookfacebook-squareGiftGiftGooglegoogleGoogle KeephamburgerInstagraminstagram-squareLinkLinklinkedin-squareListenListenListenChristianity TodayCT Creative Studio Logologo_orgMegaphoneMenuMenupausePinterestPlayPlayPocketPodcastRSSRSSSaveSaveSaveSearchSearchsearchSpotifyStitcherTelegramTable of ContentsTable of Contentstwitter-squareWhatsAppXYouTubeYouTube