News

مخاوف من نزوح مسيحي بعد التفجير القاتل في الكنيسة في سوريا

“اختبرنا الحرب، لكن ليس تهديدات محددة ضد المسيحيين”

Relatives cry during the funeral of the people killed in the Saint Elias Greek Orthodox Church attack in Syria.

Relatives cry during the funeral of the victims killed in the Saint Elias Greek Orthodox Church attack in Syria.

Christianity Today July 15, 2025
Mohamad Daboul / Getty

كرم عبادي، وهو مرشد سياحي يعمل لصالح “تعال ذق وانظر سوريا”، لم يلاحظ أي شيء غير اعتيادي حين وصل الى كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس في دمشق صباح يوم الاحد 22 من حزيران.

قضت اثنتان من زبوناته ليلتهما في دير الكنيسة، وهي إمكانية مبيت مريحة واقتصادية للمسافرين، حسب ما ذكر. في ذلك الصباح، التقى عبادي في المرأتين ومشى معهما لمحطتهما القادمة وهي فندق يبعد عدة شوارع عن ذلك.

حوالي الساعة 6:30 صباحًا، حضر عبادي خدمة مسائية في كنيسة الناصري مع زبونتيه حين سمع صوت انفجار. وما لبث ان وصلت التفاصيل. لقد أقدم إرهابي على إطلاق النار خلال قداس في كنيسة مار الياس، وبعدها شغّل لباسه المفخخ وقتل 25 شخصًا وأصاب 60 شخصُا آخر، على الأقل، بإصابات مختلفة.

حمّلت السلطات السورية مسؤولية الهجوم على داعش، لكن مجموعة جهادية اقل شهرة هي، سرايا انصار السنّة، اخذت مسؤولية العملية بعدها بأيام قليلة.

يقول عبادي انه صُدِم حين سمع ان المجموعة استهدفت كنيسة. “لقد اختبرنا الحرب، لكن ليس تهديدات تستهدف المسيحيين بشكلٍ خاص”، قال عبادي. وقد وافقت “المسيحية اليوم” الا تستخدم اسمه الحقيقي نظرًا للمخاطر المتصاعدة.

كان هذا التفجير أول هجوم قتّال استهدف المسيحيين منذ استلمت قوات قيادة اسلامية زمام الحكم في كانون اول، مكان بشار الأسد، الذي حكمت عائلته سوريا لفترة تزيد عن خمسة عقود.

وكان الرئيس الانتقالي، احمد الشرع، قد وعد ان يحمي مجموعات الأقليات الدينية، لكن سلسلة من الهجومات المميتة اثارت الشك حول مقدرته ان يتسلط على شبكة الجمعيات الإرهابية الطّليقة والمقاتلين الثوار. وقد حصد هجوم آذار الفائت ضد المناطق العلوية مئات القتلى. في نيسان مات عشرات من الناس، بضمنهم 10 مدنيين، جراء الاشتباكات بين الثوار المسلحين والأقلية السكانية الدرزية.

كان المسيحيون قلقين من ان دورهم آت. لقد رأى عبادي وزوجته إشارات لمجموعات إسلامية تسعى للتأثير على العادات الاجتماعية والمجتمع في الأشهر السّتة الأخيرة. إذ قام أعضاء من السلفيين، وهي حركة صحوة أصولية في الإسلام السنّي، بمحاولة تحويل الناس عن دينهم في الشوارع، بما في ذلك،الحي المسيحي. لقد رأى عبادي فيديوهات لواعظي شوارع يدعون الناس عبر مكبرات الصوت ان يعتنقوا الإسلام، وقد شهدت زوجته احدى زياراتهم.  

يقول عبادي ان اللحى الطويلة والعباءات تميّزهم عن جيرانهم المسلمين المعتدلين وبضمنهم كثيرون ممن طلبوا من الرجال ان يغادروا حارتهم. بحسب معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فان الحكومة السورية حظرت الدعوة غير المرخصة للناس لتغيير دينهم، بعدما استهدف السلفيون منطقة امام كنيسة مار الياس في نهاية آذار، مما قد يفسر تفجير الجهاديين لهذه الكنيسة بالتحديد.

في ذات الوقت، تفرض الحكومة قواعد لباس أكثر تزمُّتًا مما كان في أيام حُكم الأسد. في حزيران، أصدرت دمشق تعليمات جديدة تتطلب ارتداء ثوب سباحة كامل للنساء في الشواطئ العامة. لقد سمع عبادي تقارير عن ضرب ممثلي السلطات رجالًا لبسوا بنطالًا قصيرًا في أماكن عامة. القوانين الجديدة تسري على كل من المسلمين ومجموعات الأقليات الدينية، حسبما أضاف.

كذلك ادت عدة اعمال عنف الى زيادة مستوى القلق. خلال السبعة أشهر الأخيرة، قام افراد مسلحون بإشعال النار في شجرة لعيد الميلاد، أطلقوا الرصاص على كنيسة، وسببوا الضرر لصليب في الكنيسة الارثوذكسية في حمص. “كان لسان حال كل قادة الكنائس ’ يجب ان تفعلوا شيئًا‘“؟، قال عبادي. “فبدأوا بمخاطبة السلطات ورجال الامن قائلين لهم، ’ لماذا لا تتصرفون وتحاولون القيام بدوركم‘؟”

لقد كان الشرع مرة عضوًا في القاعدة وقضى وقتًا في مراكز الاعتقال في العراق بسبب تورطه في اعمال العصيان المحلية. بعد إطلاق سراحه، أسس الشرع جبهة النصرة كمنظمة مرتبطة بالقاعدة في 2011. اندمجت هذه المجموعة لاحقًا مع هيئة تحرير الشام وتحت قيادة الشرع، اسقطت نظام الأسد في نهاية العام المنصرم.

منذ استلامه للحكم، أبرز الشرع صورة أكثر اعتدالًا له، بضمنها تعيين هند قبوات، وهي امرأة مسيحية في حكومته الانتقالية. بعد التفجير، زارت قبوات كنيسة مار الياس واجتمعت بالكهنة والرعية ووصفت الاعتداء أنه “جريمة نكراء”.

“لم يتم الاعتداء ضد المسيحيين فحسب، لكن ضد كل السوريين”، حسبما قالت قبوات للصحيفة اليونانية كاثيميريني. “ان مجتمعنا المسيحي هو جزء ضروري من النسيج الاجتماعي والثقافي لسوريا”.

كثير من المسحيين قلقون من ان السلطات لا يأخذون التهديدات ضدهم بجدية. “قال كثير من الناس: ’هم لا يريدوننا هنا. ما علينا إلّا ان نغادر‘، فسر عبادي. ” لذا هناك قلق… من نزوح مسيحي، مما سيكون مؤسفًا جدًا”.

تناقصت اعداد السكان المسيحيين السوريين بشكل ملموس في السنين الأخيرة، من اكثر من مليون انسان قبل الحرب الاهلية في 2011 الى حوالي 300 الف اليوم.

منذ التفجير في الكنيسة، خاف بعض المسيحيين ان يجتمعوا في مبنى الكنيسة. وقد أوقفت، مجموعة من المسيحيين الاكراد الذين يعيشون حاليًا في حلب، اجتماعاتها الكنسية، بحسب مجيد كردي وهو قسيس عراقي كردي متواجد في الولايات المتحدة ويعمل مع جمعية “طالبي الحرية إنترناشيونال” لتزويد المساعدة لتلك المجموعة.

“أخبرني القسيس انهم محبطون فعلًا وخائفون جدًا”، قال. “انت تعلم ان اغلب الكنائس لا تجرؤ على الاجتماع معًا”. وأضاف ان النساء والاولاد نادرًا ما تحضر حتى قبل الهجوم على الكنيسة نظرًا لمخاوف أمنية. الآن الرجال فقط يجتمعون في مجموعات صغيرة بعيدًا عن اعين الجمهور.

تأسست المجموعة في الأصل من حوالي 500 مسيحي كردي من البلدة الشمالية عفرين. وهم جزء من كنيسة الراعي الصالح غير الطائفية. انضم للمجموعة اكراد آخرين في كل مرة تم اخلاء مدينة او مخيم لاجئين. حاليًا عددهم حوالي 1200 شخص ويشمل ذلك بعض غير المسيحيين.

يقول كردي انهم لم يتمكنوا من العودة الى عفرين بسبب فشل الحكومة في حمايتهم من مجموعات إرهابية سيطرت على مدينتهم. هم يسكنون في بيوت غير مكتملة في حلب ويعانون من نقص في الطعام.

اما في الشام، فان الكنائس ما زالت تعقد خدماتها “رغم التهديدات وكل الرسائل التي يرسلها المتطرفون”، حسب قول عبادي. في اليوم التّالي للانفجار، اجتمع كل المسيحيين من الطوائف المختلفة في كنيسة مار الياس وصلوا معًا ورددوا “المسيح قام”.

أوقفت، هذا الأسبوع، حكومة ترامب العقوبات على سوريا وازالت تصنيف هيئة تحرير الشام كجمعية إرهابية اجنبية. وقال ماركو روبيو وزير خارجية الولايات المتحدة ان القرار “يعترف بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السورية الجديدة تحت قيادة الرئيس احمد الشرع”.

وقال عبادي ان السوريين يتوقون لعلاقات افضل مع الغرب ويرغبون في رفع العقوبات لكنهم يتساءلون اذا كان الغرب سيضع ضغطًا على الشام ان تحمي مجموعات الأقليات. “اننا نأمل ونصلي لنتائج وتأثير إيجابيين ولكني اعتقد انه امل حذر”، حسب تعبير عبادي.

يمكنك أن تتبعنا على الواتس اب لكي تحصل على  اشعار عن مقالات مترجمة جديدة بالعربية

Our Latest

News

ازمة الجوع في غزة تسوء. في ارض الواقع، تكثر التعقيدات.

يأس، هجومات ونهب يقودون الى “وضع صعب” حسبما تقول جمعية “محفظة السامري”.

محبة الجيران المسلمين دون المساومة في ايمانك

الرئيس المصري لشبكة مراكز العلاقات المسيحية – الإسلامية يشارك كيف علّمه المسيحيون العرب الأوائل عن كيفية التعامل مع الإسلام.

News

توفى: جون ماك آرثر، الذي شرح الكتاب المقدس للملايين

الواعظ من جنوب كاليفورنيا أراد ان ينير الكتاب المقدس بالكتاب المقدس ويميّز المسيحيين الحقيقيين عن الكاذبين.

ضحايا داعش يرحبون بالمساعدات المسيحية لكن ليس باعتناق المسيحية

اليزيديون، وهم اقلية دينية في العراق، ما زالوا يواجهون النزوح بعد 11 عامًا من هجومات المجموعات الجهادية.

News

تقليصات “الوكالة الامريكية للانماء الدوليّ” تترك خيام اليزيديين في حالة يرثى لها.

أحد أعضاء هذه الفئة، من الأقليات الدينية، وجد لجوءًا في أوروبا وهو يرسل لأهله في الوطن مدخوله الزهيد الذي يكسبه مقابل عمله في بقالة.

حرب اختيارية- واختيار خاطئ

في هذا المقال، قضية تتلخص في أن الضربات الامريكية الحالية على إيران غير قانونية، غير ضرورية، غير شعبية ومحفوفة في المخاطر- بالذات للمسيحيين الايرانيين المضطهدين.

Apple PodcastsDown ArrowDown ArrowDown Arrowarrow_left_altLeft ArrowLeft ArrowRight ArrowRight ArrowRight Arrowarrow_up_altUp ArrowUp ArrowAvailable at Amazoncaret-downCloseCloseEmailEmailExpandExpandExternalExternalFacebookfacebook-squareGiftGiftGooglegoogleGoogle KeephamburgerInstagraminstagram-squareLinkLinklinkedin-squareListenListenListenChristianity TodayCT Creative Studio Logologo_orgMegaphoneMenuMenupausePinterestPlayPlayPocketPodcastRSSRSSSaveSaveSaveSearchSearchsearchSpotifyStitcherTelegramTable of ContentsTable of Contentstwitter-squareWhatsAppXYouTubeYouTube