اقام جوقة وأوركسترا من 300 شخص من الكاثوليك والارثوذكس والبروتستانت. وبعدها اخذ عطلة.
المحامي الشاب الذي وحّد مسيحيي لبنان في العبادة

في لبنان 12 طائفة مسيحية رسمية مسجلة. يسوع صلى ان تكون الكنيسة واحدة. حين قام مارك مرهج بحساباته، وجد ان الحل هو التسبيح. في كانون ثاني 2024 احضر هذا العلماني الماروني الكاثوليكي ابن ال-29 عامًا بطاركة ومطارنة وقسوس ممثلين من تقريبًا كل عائلة كنسية وذلك لكي يصلّوا معًا لأجل سلام بيروت.
ابتدأ مرهج التخطيط للحدث قبل حرب إسرائيل وحزب الله بثلاث سنين وفكره يدور حول كيفية احضار الوحدة الى جسد المسيح الممزق في لبنان. وبينما تبادلت الأطراف المتنازعة الصواريخ عند الحدود اللبنانية الجنوبية، اشترك اكثر من عشرة آلاف من اللبنانيين المسيحيين في العبادة مع جوقة وأوركسترا مرهج المسكونية المكونة من 300 شخص وسكبوا قلوبهم وهم يطلبون حضور الله.
“العبادة هي الاختبار المجتمعي لسيادة الله ونعمته” يقول مرهج. ” ان العالم خارجًا – الحرب- غير مهمة”
سعى مرهج لتقديم رؤيا اعلى للمجتمع المسيحي المضطرب. في كانون ثاني (يناير) المذكور، وخلال الأسبوع الرسمي للصلاة لأجل الوحدة المسيحية -وهو عادة شأن روتيني- استطاع ان يملأ فوروم بيروت بالأناشيد البيزنطية ذات النوتة المرتفعة والهللويا المُرَتلة. اراد أعضاء الجوقة المُلهمين من ذلك الانسجام العابر للطوائف الاستمرار بالأداء. كما شعر ان المطارنة تفاعلوا مع رؤيته الكنسية.
لكن بعد الحدث اخذ مرهج خطوة للوراء.
بينما تصارعت بيروت مع الحرب، تصارع مرهج مع الله. فوصل الى ايمان ان الله يريده ان ينسحب، ليس فقط من خدمة الموسيقى النشطة، لكن ايضًا من علاقاته الناشئة مع رجال الدين الكبار. في البداية، لم يفهم هذا التوجيه ولمدة عدة اشهر ترك المبادرة للآخرين. ولكن بينما نمى في مسيرة ايمانه الشخصية، فقد ساعده تخطيطه لحدث مشابه ولكن مقلّص بعدها بعام، ان يميّز قصد الله من استراحته.

السماويات
خلال سنين نشأته، لم يكن مرهج واعيًا ان المسيحيين انقسموا ما بين 6 طوائف كاثوليكية و5 ارثوذكسية وواحدة بروتستانتي تشمل عدة طوائف. لقد أدت الانقسامات اللاهوتية الى تقسيم كنيسة بلاد الشام خلال القرون ولاحقًا زاد تقسيمها حين تنافست الفاتيكان والمُرسَلين الانجليز والامريكان على أعضاء كنائس جدد من التقليد المسيحي التاريخي.
في عام 1974 قام مجلس كنائس الشرق الوسط المقام حديثًا بجمع رجال الدين من الكنائس الارثوذكسية الشرقية والكنائس الارثوذكسية المشرقية والبروتستانت لتقوية العلاقات بين الأقلية المسيحية (انضم لهم الكاثوليك عام 1990). واليوم ورغم ان مجتمع مجلس كنائس الشرق الأوسط قد نظم عدة مشاريع خدماتية وحوارات لاهوتية لكن الوحدة الروحية لم تمتد الى الممارسة الدينية. فان بعض الكنائس لا تشترك بالعشاء الرباني مع بعضها البعض ولن تشترك في خدمات ليتروجية مشتركة.
ترعرع مرهج في جبال لبنان في مجتمع من الموارنة الكاثوليك. ورغم انها احيطت بقوى مسلمة منذ القرن السابع، لكن الطائفة المسيحية الأكبر في لبنان طوّرت ايمانًا قويًا لكنه منعزل.
انتمت عائلته ايضُا الى مجتمع سيف الروح الكارزماتية وهي حركة تجديد كاثوليكية عالمية منفتحة على تقاليد مسيحية أخرى وفعّالة في العبادة فيما يتعدى الليتروجية. وتعلّم مرهج العزف على الجيتار في جيل 5 أعوام، وحين أصبح عمره 12 عامًا، اخذ يعزف في الكنيسة. حين اصبح عمره 17 عامًا، طلب منه مطرانه أنطون بو نجم ان يقود قدّاس المساء للشباب في الأبرشية. بعد عامين اختبر لأول مرة قيادة جوقة في حدث تسبيح للمؤمنين المحليين.
وأصبح مرهج مُغرمًا بمساعدة الناس لكي يتصلوا بالله. بعد ثلاث سنين، نظم ليلة تسبيح أكبر وبعدها ليلة أخرى وأخرى، وكل ذلك حتى وهو يتابع دراسته ومسيرته المهنية وبضمنها افتتاح مكتب محاماة دولي في مجال البزنس في عام 2020.
وقد كان تكريس مرهج على الدوام للآب من خلال يسوع وفي الروح القدس، مع علمه ان بعض الكاثوليك يرفعون مريم أكثر من اللازم في تشفعهم. ولكن بينما درسَ الكتاب المقدس أصبح يؤمن انه بعبادة الثالوث، يمكن للمؤمنين ان ينضموا للقديسين في الشركة مع الله.
بذات الوقت شاهد مرهج انحلال بيروت- الفيزيائي والروحي. صادف تفجير المرفأ في 2020 حدوث الازمة الاقتصادية التي افرغت العاصمة من الناس والاعمال. وقد قلصت الجائحة الحركة في المدينة لكن حين عاد وانفتحت البلد، بقيت الكنائس في المدينة ومن كل الطوائف فارغة بغالبها.
وفي العام الذي تبعه 2021 توجه مرهج للمطران بفكرة: إقامة برنامج مسكوني للتسبيح باشتراك كل المسيحيين في دولتهم المتخبطة. ان الجوقة ستنعش بيروت وستأتي بالصلاة والانتعاش من خلال التدريبات في الكاتدرائيات الهادئة الآن.
وقد بارك بو نجم المبادرة واوصله بالقادة الكاثوليك والارثوذكس. وباشر مرهج بالتوجه لكنيسة تلو الأخرى لكي يدعو لاشتراك العلمانيين بينما وناور بين صراعات الطوائف. وقدم له البروتستانت تحديًا مختلفًا.
لنجعل الخلاف يتوقف
لقد تعاون بروتستانت لبنان مع بعض لحد كبير حتى حين اختلفوا حول التعاون مع مسيحيين آخرين. البعض مثل المشيخيين والانجيليين الأرمن انضموا الى مجلس كنائس الشرق الأوسط. البعض الآخر، مثل المعمدانيين والخمسينيين، رأوا في الانضمام لمجلس كنائس الشرق الأوسط بمثابة اهمال التبشير لصالح شركة مسيحية أوسع. ان اغلب الانجيليين قد اعتنقوا الايمان وقد أتوا من خلفيات ارثوذكسية وكاثوليكية. واخذ كثير من الموارنة يجاهدون لإبعاد زرع الكنائس الانجيلية عن مجتمعاتهم. ان الكنائس التاريخية تتهم الانجيليين بسرقة الخراف والانجيليين بدورهم يعبرون عن قلقهم من الايمان الاسمي.
ونظرًا لرغبته بالاشتراك الإنجيلي في الجوقة، فقد توجه مرهج لبول هدوستيان الذي يمثل الانجيليين كأحد اربع رؤساء مجلس كنائس الشرق الأوسط. وقد عرّف هذا الإنجيلي الأرمني بحماسة مرهج على قسوس آخرين من عائلته اللاهوتية.

” ان تركيزه على الروح القدس اثار عندي انطباعًا جيدًا واسلوبه قريب للقلب الإنجيلي.” يقول هدوستيان، “اني اريد تلك الروح في كنائسنا”.
كسب مرهج ثقة رجال الدين عن طريق التشديد على انهم جميعًا “رعاة” وهذا كان جاذبًا للاهوت الكنيسة المنخفض الذي لم يميّز بين القسيس والبطريرك. وقد شرح ان العبادة معًا ستساعد كل قادة الكنيسة لإنعاش اتباعهم الروحيين. وقد فتحت خلفيته الكاريزمية الأبواب وحين بدأت البروفا مرتين شهريًا في نيسان 2023، كان مرهج قد ضمن الاشتراك من كنيستين من كل طرف من التقسيم الإنجيلي المسكوني.
وقد الهم افسس 1 رؤيا مرهج للبرنامج. لقد أراد ان المشترك يستوعب تأكيد بولس ان المسيحي “مبارك بكل بركة روحية في السماويات” (عدد 3) وان يختبر لمحة من الوحدة بين ” كل شيء في المسيح، ما في السماوات وما على الأرض” (عدد 10). ان الروح القدس يضمن هذا الميراث ” لمدح مجده” (عدد 14) الذي يقدر كل المفتدين -احياء كانوا ام اموات- ان يقدموا معًا.
ان التفاعلات العابرة للطوائف في لبنان عادة تقود ان كل كنيسة تقدم جوقتها. كانت رؤية مرهج ابعد من مجرد التقدير المتبادل. بدلًا من ذلك، قامت جوقته المسكونية بالعبادة المشتركة من خلال تقاليد كل الكنائس. قدم الانجيليون “يا سيدي لما أرى نجومك”. اللاتين قدموا التسبيحة الملائكية الغريغورية ” Veni Creator Spiritus” و”قوم فولوس” المنحدرة من الليتروجية السريانية القديمة. اضف لذلك قطعة Prokimenon المألوفة للروم الأرثوذكس، فان الترانيم المختارة من كل العائلات اللاهوتية الأربعة قدمت التبجيل اللائق للروح القدس الذي سعى ليضعه في مركز كل الحدث.
لكن مرهج لم يستكف بترنيم لائحة محددة من الترانيم تمثل الطوائف اللبنانية الاثني عشر. فقد شمل مقطوعة رخمنوف الروسية الارثوذكسية Bogotoditse Devo. اما الترنيمة السويهلية Baba Yetuفقد اربكت الجمهور في البداية، لكنها ابهجت الجمهور لاحقًا. وكانت هناك معزوفة اسبانية من صنف Taizé القت بالسكوت بين الجمهور بينما الانشودة العربية- فرنسية العصرية Psaume de la Creation جعلت الجمهور يلوّح بكشاف ضوء تلفوناته الخليوية اعجابًا. كقائد للفرقة، قال مرهج للمسيحية اليوم انه سعى بشكل تدريجي ان يأتي بكنيسة الله ككل الى الروحيات. بحسب قوله تكلم بعض المشتركين في الجوقة بالالسن خلال ذروة الترنيم.
كانت هناك رسائل غير مباشرة مضمنة. فقد طنّ جرسان ضخمان في منتصف الخدمة ليشيرا الى الحضور المسيحي في الشرق الأوسط. وقد شدد عرض قدم في لغة الإشارة على مجتمع أصحاب الهمم. واحتوت ترنيمة Ubi Caritas et Amor Deus Ibi Est التي تعود للقرن الثامن والتي ترتل خلال شعائر غسل الارجل في خميس الاسرار على جملة “دع الخلافات تتوقف”.
“اننا نحارب حرب روحية لأجل وحدتنا” يقول مرهج.” دع كل كنيسة تأتي بسلاحها ولنحارب معًا”.

تشذيب الفاكهة
خلال الامسية، قرأ قادة الكنائس فقرات مختلفة من الكتاب المقدس وعُرضت على الشاشة آيات متنوعة من الكتاب المقدس اجملت في صلاة يسوع في يوحنا 17 ” ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد. ” (عدد 22). لكن بعد الأمسية بوقت ليس بطويل، قال المرشدون الروحيون لمرهج ان ينسحب من جوقته لكي يقف لوحده امام خالقه. شددوا على كلمات يسوع قبلها بإصحاحين: “كل غصن في لا يأتي بثمر ينزعه”.
وقد اثبتت حكمة المرشدين صحتها بشكل متكرر خلال حياته، كما قال. الكتاب المقدس واضح: الله يقلّمنا لكي يحضّرنا ” لنأتي بثمر أكثر” (عدد 2).
ووضع الرب النموذج; بعد المعجزات انسحب يسوع الى امكنة هادئة. هو الكرمة ونحن -بأذرع مرفوعة وبانحناء امامه على نسق ترنيمة الأطفال الكلاسيكية – نحن الاغصان.
وامتثل مرهج لكنه لم يفهم الامر بكليته. لماذا منحه الرب تلك العلاقات القريبة مع قادة الكنيسة الكبار، إذا لم يريده ان يستمر بارتباطه بهم ولكي يؤكد وحدتهم؟ كان أعضاء الجوقة متلهفون ان يستمروا بالترتيل مع اصدقائهم الجدد. وتصوّر مرهج انه سيصبح مرشدهم الروحي وانهم سيقدمون العروض في الكنائس في انحاء البلاد، على امل ان يشعل ذلك انتعاشًا مسكونيًا من خلال العبادة.
بدلًا من ذلك، وبغيابه ورغم ان بعض أعضاء الجوقة انجرفوا بعيدًا، فان آخرين منهم انضموا لجوقات مشتركة مع بعضهم البعض او استمروا في الاجتماع للصلاة معا. وشجع مرهج بعض الأعضاء ان ينظموا احداث خاصة بهم وساعد في ارشادهم. لقد رأى بتلك التجمعات كثمر جيد من نوع آخر.
لكن الأمور كانت مختلفة. وبينما انتظر ليسمع من الله، بدأت إسرائيل في عمليتها الأرضية ضد حزب الله في جنوب لبنان. ورغم ان التصعيد في منتصف أيلول أصاب بالأغلب اهداف حزب الله، لكن المسيحيون خافوا ايضًا من الانفجار الطائفي الداخلي. بعضهم اوصد ابوابه امام الشيعة النازحين الذين بحثوا عن ملجأ وخافوا من الصواريخ الإسرائيلية التي قد تتبع.
من وجهة نظر مرهج كان كثير من المسيحيين غاضبين. حزب الله أتت بالحرب على لبنان بحسب اقوالهم، لكي يدافعوا عن الفلسطينيين الذين وبغض النظر عن مدى عدالة قضيتهم، قد احضروا الدمار لبيروت قبلها بنصف قرن حين حاربوا إسرائيل من الأراضي اللبنانية. وفي الوقت الذي كانت إسرائيل دولة عدوة، فانهم على الأقل تحاربوا الواحد ضد الآخر مباشرة. وفكر مرهج انه بالإمكان تفهم مثل هذا الشعور. لكن ذلك لم يكن شعورًا مسيحيًا.
بعد أسبوعين من التصعيد الإسرائيلي، دعى بو نجم المؤمنين الموارنة للصلاة وطلب من مرهج ان يقود العبادة. لقد كان المجتمع الكنسي الخاص به أربعة اميال الى الشمال الشرقي من مطار بيروت وفي منطقة آمنة بعيدًا عن قادة حزب الله او محازن لأسلحة مخفية. لكن شعب المطران اراد السلام فوعظ من يوحنا 14:” لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب”(عدد 27). واستمر من مزمور 20: “هؤلاء بالمركبات وهؤلاء بالخيل. اما نحن فاسم الرب الهنا نذكر”(عدد 7). وتجاوب الالف شخص من الحاضرين بالتسبيح لله. والبعض وبضمنهم والدي مرهج باشروا في تقديم الخدمة للشيعة الذين بحثوا عن ملجأ محلي.
“ان عبادتنا ليست مرتبطة بالسياسة” يقول مرهج حول التوجهات المسيحية.” لكن قلوب الكثيرين لم تتغير بعد”.
مُخاطبة جروح عميقة
وقف إطلاق النّار في أواخر شهر تشرين الثّاني أعطى شعورًا بما يشبه الاستقرار في بيروت. في ذات الوقت تقريبًا، تواصل هادوستيان بالنيابة مجلس كنائس الشرق الأوسط مع مرهج ليفحص ما إذا كان يريد أن يقيم جوقة مسكونيّة لخدمة أسبوع الصلاة في كانون ثانٍ- 2025 والتي تستضيفها الكنيسة الإنجيليّة الأرمنيّة الأولى.
الحدث سيكون أصغر مما كان في السّنة السّابقة ولكنّه أعظم في رمزيّته. احتفال هذه السّنة هو تمام الذّكرى السّنوية ال- 50 لـتأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط وبداية الذّكرى السّنوية الـ 1700 لمجمع نيقية. سيحضره الكثير من رجال الدّين رفيعي المستوى بهدف تمثيل طوائفهم في البرنامج المبني.
في عمليّة التحّضير راجع مرهج الليتروجية ووقع اختياره على المزمور الذي اختارته الجماعة الرّهبانيّة المسكونيّة في ايطاليا. الذي ينُصّ ” لم يرتفع قلبي” (مزمور 131: 1)، وكان له وقعًا مواتيًا لمرهج. فرؤية الآلاف تجتمع معًا في فوروم بيروت ملأه بالحمد والتسبيح لله، ليس لنفسه. يواصل المرنم في المزمور قوله “ولم أسلك في العظائم”، وهكذا بدأ هدفه يُشحذ ويتشكّل. لقد أعطاه الله إمكانيّة الوصول لبطاركة، مطارنة، ورُعاة – كلهم رعاة متشابهين- لكن سرعان ما كان توجّه قلبه نحو تحفيزهم للوحدة.
العدد التّالي من المزمور القصير أسر قلبه: ” بل هدّأت نفسي وسكَّت نفسي كفطيم نحو أمِّه. نفسي نحوي كفطيم” (عدد 2). بعد حدث السّنة السّابقة اعتقد مرهج أنّه يعرف ما هو فاعل، لكن الله لم يكن يُرِد أن يعيده إلى إيمان الأطفال فقط بل أن يختبر تجربة الطفل الذي في بداية مشيِهِ، المُتّكِل بالكُلّيّة. ينتهي المزمور بقوله: ” من الآن والى الدّهر” (عدد 3). عندما ربط مرهج هذه الفقرة مع كرمة انجيل يوحنّا 15، فهم بأكثر عمق أن الثّمر الكثير يتطلّب البقاء على تواصل مع الله- وفي انتظار قيادة الله.
بهذه الفرصة، شعر مرهج بتأكيد الله. قبِل عرض هادوستيان وجمع 20 عضو في جوقة تتألّف من مرنمين من طوائف الارثوذكس، الكاثوليك، والأرمن البروتستانت. من بين عروض موسيقيّة مختلفة، اختار مرهج التنسيق الموسيقي الخاصة لديفيد ويلكوكس لمزمور 131 من التقليد البروتستانتي. ترددت الأصوات عبر قاعة الكنيسة القوطيّة وختم في “عالم بلا نهاية. آمين” التّقليدية.
لكن لاحت علامة أخرى تشير لوحدة الكنيسة. قالت إحدى أعضاء الجوقة أنها كإنجيليّة كانت تشعر أن الموارنة ينظرون اليها باستعلاء. بعد سنوات من الترنيم في كنيستها فقط، فإنّ شهور من التّدريبات مع مرهج تحضيرًا لحدث 2024 ساعدها أن تختبر أن المسيحيين هم واحد. لكنها تشعر خارج ذلك الحيِّز مُحبطَة من حالة الانقسام في الكنيسة.
ما حدث بعدها في حدث أسبوع الصّلاة فاجأها. انتدبت معظم الطّوائف ممثلين عنها من رُتَب كهنوتيّة اوطأ من السّنة السّابقة لهذا اللقاء، وملأوا بعباءاتهم السّوداء الموشّاة باللونين الأحمر والأرجواني مقاعد الهيكل حول المذبح. لكن شخصيّة واحدة برزت. هادوستيان تواصل مع البطرك الماروني بشارة الرّاعي، عارضًا عليه أن يعظ. وافق الرّاعي، مسمّيًا عدم الوحدة “جرح عميق في جسد المسيح السرّي…” هذه لربما المرة الأولى في التاريخ، قال هادوستيان، التي يعظ فيها رئيس طائفته في كنيسة انجيليّة ارمينيّة.
“علينا أن نرى ماذا ستفعل الكنائس بعد هذا” قال مرهج. “قد يصنع الله أمرًا جديدًا”.