كانا على بُعد أيام قليلة عن عرض زواج، حين وضع مسلح ببندقية حدًا لحياتهما.
كان يارون ليشينسكي وسارة ميلغرم على وشك مغادرة حفل استقبال للدبلوماسيين اليهود الصغار في متحف العاصمة اليهودي في واشنطن يوم الأربعاء مساءً حين أطلق رجل النار على المجموعة. قُتل الزوج الشاب وكان كلاهما من موظفي السفارة الإسرائيلية.
كان لليشينسكي، وهو مواطن إسرائيلي يبلغ من العمر 30 عامًا، علاقات وثيقة مع مجتمعه المسيحي اليهودي (المسياني) في بلاده.
“كان شابًا ورعًا، وكل ما أراده هو مجرد ان يخدم الله وإسرائيل من كل قلبه” كما قالت ساندي شوشاني الذي يرعى زوجها عوديد شوشاني كنيسة متكلمي العبرية في شبكة كنائس “كينغ اوف كينغز” (ملك الملوك) في القدس. “عائلته هم أصدقاء اعزاء ومؤمنين، أقوياء في الرب ومحبين لإسرائيل”.
وقالت شوشاني ان عائلة ليشينسكي كانت جزءًا من كنيستها منذ أكثر من عشرين عامًا، وخدم كل أولادها الخمسة في جيش الدفاع الاسرائيل. أنهى ليشينسكي لقبه الثاني قبل ثلاث سنين وابتدأ فورًا في العمل في السفارة الإسرائيلية في واشنطن بحسب ما قالته شوشاني. ووصفته بانه شخص ذكي، حميم وصاحب نكتة وقد أحب كل من التقى بهم.
اما ميلغرم ابنة ال- 26 عامًا، فقد ترعرعت في ولاية كانساس حيث كانت متداخلة في جمعيات الطلاب اليهود. كمراهقة شهدت جريمة كراهية لاسامية جعلتها تفكر بالتهديدات التي يواجهها اليهود في أمريكا.
“أخشى الذهاب الى الكنيس الذي انتمى اليه”، قالت لمحطة تلفزيون محلية في 2017. “لا يتوجب ان يكون الامر هكذا”.
ارتاد الزوجان صفًا للأعضاء الجدد في كنيسة الصعود والقديسة اغنس، وهي كنيسة اسقفية في واشنطن حسب ما قال باحث في معهد جون ويسلي للمسيحية اليوم.
تحقق السلطات الفيدرالية في إطلاق النار في المتحف اليهودي بصفته جريمة كراهية وايضًا كفعل إرهابي. وقد اتهموا الياس رودريغز البالغ من العمر 31 عامًا ومن سكان شيكاغو بالقتل المتعمد من الدرجة الأولى. وبحسب التقارير قال رودريغز للضباط الذين اعتقلوه: ” فعلت ذلك لأجل فلسطين. فعلت ذلك لاجل غزة”.
لقد زادت الهجومات اللاسامية بشكل حادّ منذ بداية الحرب في غزة، على أثر هجومات حماس في أكتوبر 2023. وتشهد مدينة نيويورك، التي يقطن فيها أكبر مجموعة سكانية يهودية في العالم، ازديادًا بنسبة 30% في جرائم الكراهية ما بين 2022 و2024 بحسب أحد التقارير.
وقال آرون ابرامسون وهو المدير التنفيذي لجمعية “يهود لأجل يسوع” ان اليهود يخشون دائمًا العنف الذي يتبع انتقاد لدولة إسرائيل.
“فهذا جزء من مشهد الكراهية الذي [نعيش فيه]. وهو أمر مرعب للشعب اليهودي”، كما قال. “يبدو وكأنه يتجمع تحت السطح، ونعلم تاريخيًا انه لا يستغرق وقت طويل لتتحول الكراهية اللاسامية الى امر كالذي حدث في واشنطن العاصمة”.
ان المجتمع اليهودي الميسياني في إسرائيل متماسك، ويقول ابرامسون ان كثير من أعضاء فريقه شاركوا في مخيمات الشبيبة مع ليشينسكي في سنوات نشأته.
بحسب مكتب الاحصائيات الإسرائيلي المركزي فان هناك حوالي 188 ألف مسيحي في إسرائيل. ان ثلاثة ارباعهم من المسيحيين العرب. عرف ديفيد بيليغي، عميد “كنيسة المسيح” في البلدة القديمة في القدس، عرف ايضًا ليشينسكي واشتغل مع والده لمدة ثلاثة أعوام.
قال بيليغي ان ليشينسكي زار كنيسته مرات عديدة واستمتع بالليتروجية الانجليكانية. وقال انهما تحدثا عدة مرات حول موضوع المصالحة الممكنة بين العرب واليهود.
“ان المجتمع الصغير من المسيحيين واليهود الميسيانيين في إسرائيل يدفع ثمنًا باهظًا جرّاء حرب غزة”، حسب قوله.
لاقى مقتل ليشينسكي وملغرام التنديد الواسع من قِبَل قادة دول العالم وبضمنهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كتب على منصات التواصل الاجتماعي: “ان هذا القتل الفظيع في واشنطن العاصمة والمستند بكل وضوح على اللاسامية يتوجب ان ينتهي الآن”!