News

مسيحيون مصريون يظهرون “محبة المسيح” للنازحين الفلسطينيين

بإذن من الارسالية االمسيحية إلى غزة
Christianity Today September 23, 2024
Courtesy of Christian Mission to Gaza

مرت ستة أشهر تقريبًا منذ أن ركب عيسى صليبا باصًا في غزة مع 15 مسيحيًا آخر سعيًا للأمان في مصر. ولكنه لا يزال يذكر ببهجة الطريقة التي رنموا بها، وصفقوا، ورقصوا بها أثناء فرارهم من الدمار.

لقد ساهم المكيّف الهوائي في تبريد أعصابه المتوترة اثر الرحلة الشاقة إلى الحدود. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، تناول في محطة على جانب الطريق وجبة طعامه الكاملة الأولى.

في حين يظل 1.9 مليون فلسطيني ـ أي ما يعادل 90% من سكان غزة ـ نازحين داخلياً، فإن قليلون يعرفون أن 100 ألف منهم تمكنوا من اللجوء في مصر. وقد سُمح لصليبا بالمغادرة لأنه مسجل في الجامعة الأميركية في مادبا في الأردن، وترك خلفه والده وشقيقين أصغر سناً ومئات المسيحيين الآخرين الذين بقوا في قطاع غزة على الشريط الساحلي الذي مزقته الحرب على البحر الأبيض المتوسط.

ولقد قادته رحلته في شهر أبريل/نيسان جنوباً و على طول الطريق الساحلي التالف والمغبر عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية إلى معبر رفح. ثم سافروا لمدة ست ساعات إلى القاهرة. لقد خرج صليبا من القطاع في الوقت المناسب: ففي شهر مايو/أيار، استولت إسرائيل على معبر فيلادلفيا في رفح وأغلقت الحدود. ويظل الشريط الحدودي الذي يبلغ طوله ثمانية أميال نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات الحالية بشأن وقف إطلاق النار.

ولكن منذ الأيام الأولى للحرب بين إسرائيل وحماس، حاربت الحكومة المصرية المبادرات الرامية إلى إعادة توطين الفلسطينيين النازحين في شبه جزيرة سيناء المجاورة. ونظرًا لحذرها من تسلل الإرهابيين، وخوفها أيضاً من أن ترفض إسرائيل عودة اللاجئين إلى غزة بشكل دائم، فقد حددت مصر الدخول لأشخاص يعانون من حالات طبية طارئة، امكانيات مادية مالية اللازمة لدفع ما قد يصل إلى آلاف الدولارات من الرسوم، واصحاب العلاقات التعليمية الدولية، مثل صليبا.

ومع ذلك، فلقد أصبح الإنجيليون معروفون بتقديمهم للطعام والإمدادات للاجئين، سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين. كما أرسلت الكنيسة المصرية، بعدما كونت شراكة مع فلسطينيين ذوي فكر شبيه، مساعدات إلى غزة للمؤمنين المتجمعين في الكنائس بحثًا عن الأمان، وكذلك لآلاف آخرين نزحوا من منازلهم في مخيمات اقيمت بشكل مرتجل.

وقال صموئيل عادل، رئيس مجلس الرعاية والتوعية والبعثات في الكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر، والمعروفة أيضًا باسم سينودس النيل:” اننا نظهر محبة الله للجميع”. “وحين يسألنا الناس لماذا نفعل ذلك، نقول لهم أن السبب هو حبنا ليسوع.”

وبعد وقت قصير من بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بدأ منح المساعدات للاجئين تحت قيادة حنا ماهر، وهو قسيس مصري من الطائفة المشيخية قاد سابقًا كنيسة غزة المعمدانية. وفي حين سافر معظم المسيحيين الفلسطينيين إلى القاهرة، استقر المسلمون في المقام الأول في المدن المطلة على البحر الأبيض المتوسط في العريش وما حولها، على بعد حوالي 30 ميلاً إلى الغرب من رفح.

ان السينودس يظهر أعمال الخير المسيحية من خلال توزيع طرود غذائية أسبوعية على 50 عائلة مسلمة. واستلمت 20 عائلة إضافية على مراوح لتعينها لتحمّل الحرّ الشديد. حصلت سبع عائلات على مستلزمات منزلية أساسية مثل ثلاجات وغسالات وأدوات للطبخ. ووزع السينودس ثمانية كراسي متحركة على المستشفيات الحكومية لتسهيل نقل الجرحى إلى المراكز الطبية المتخصصة في المنطقة الإنسانية المخصصة للفلسطينيين.

كانت سيناء في السابق بمثابة بؤرة للإرهاب، فقد فرّت منها 100 عائلة مسيحية في عام 2017.

لكن توجهات بعض المسلمين تغيرت. السائق المسلم المحلي الذي يستعين به ماهر معجب بالجهود الكبيرة التي بذلتها الكنيسة للمساعدة، لذا لا يطلب من ماهر أي رسوم مقابل السفرات. وقال السائق لعدة عائلات جديدة: هؤلاء مسيحيون أتوا لمساعدتكم.

وفي بعض الأحيان يتم سؤال ماهر حول النقاش من يتحمل المسؤولية عن الدمار الذي حل بغزة ـ إسرائيل أم حماس؟ فيجيب بما قاله يسوع في إنجيل يوحنا عن الرجل الذي ولد أعمى. عندما سئل يسوع عما إذا كانت الخطيئة التي تسببت في العمى جاءت من الرجل أم من والديه، أجاب:”لا هذا ولا ذاك” بل كان العمى “لكي تظهر أعمال الله فيه” (9: 3).

لكن ماهر يستصعب في معرفة كيفية تقديم المشورة الاضافية للنازحين الغزيين.

وقال:”اننا نصلي من أجل السلام، ولكنني لا أعرف ماذا أقول عن هذه الحرب الفظيعة”. “أقول لهم: «الله معنا»، لكن الأمر صعب؛ ليست لدي إجابة تتعدى هذه الحقيقة”.

سمحت الحكومة المصرية بالجهود الإنسانية المسيحية، إلا أن وجود اللاجئين يعد قضية حساسة من الناحية السياسية. ويستذكر القادة المصريون كيف أن الفلسطينيين الذين فروا من إسرائيل إلى الأردن ولبنان وسوريا في حربي 1948 و1967 لم يعودوا أبداً إلى ديارهم. رفض المسؤولون المصريون بشكل قاطع توطين اللاجئين الغزيين بشكل دائم في مصر. ولن تقبل إسرائيل النازحين على أراضيها أيضًا.

فرضت إسرائيل ومصر حصارًا مشتركًا على غزة في عام 2007. قبل عام 2011، كانت الحكومة المصرية تتسامح بشكل غير رسمي مع شبكة الأنفاق بين غزة ومصر، ولكنها منذ ذلك الحين قامت بتدمير الآلاف منها. ورغم النفي المصري، أكدت إسرائيل أن التهريب مستمر، وربطت سيطرتها على رفح بالمفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار.

A map of Israel and Palestine

ولكن بعيداً عن المخاوف السياسية والأمنية، فإن الاحتياجات الإنسانية للنازحين لا تندرج ضمن اختصاص الأمم المتحدة الرسمي لشؤون اللاجئين. ومع ذلك، سواء من خلال الكنيسة، أو المبادرات الشعبية المتنوعة، أو وكالات الأمم المتحدة الأخرى، فإن المساعدة متاحة.

لكن تقديم المساعدات في غزة اصعب. خلال هذا الصيف، عمل المسيحيون المصريون بالتعاون مع الارسالية المسيحية في غزة (CMG) لتوفير وجبات الطعام لأكثر من 15 ألف مسلم في دير البلح وخان يونس وجباليا وحي الرمال في مدينة غزة. واصطف السكان في طوابير حاملين أوعية وعلبًا للحصول على كميات كبيرة من الأرز الأصفر، والذي يتم تسخينه في كثير من الأحيان على نار مؤقتة في أحواض معدنية. في بعض الأحيان يحصلون على الخضروات المعلبة، وفي الحالات النادرة جدًا يحصلون على الدجاج.

خلال عملية التوزيع الشهر الماضي، سعد الأطفال عندما تلقوا الدجاج الذي غُلفت اجزائه بورق الألمنيوم. ومدت النساء المرتديات ثيابًا سوداء وتغطين رؤوسهن الايادي من خلال فتحات الخيمة لاستلام نفس الوجبة.

لقد أسس القسيس السابق للكنيسة المعمدانية حنا مسعد، المولود في غزة، والذي خدم قبل ماهر، CMG في عام 1999. دمر صاروخ إسرائيلي منزل عائلته في حي الرمال وقام بتسطيحه كليا، وهو بيت اخذ والد القس حنا في بناءه لمدة عشر سنوات في الستينيات. وعلى الرغم من إدراكه أن معظم سكان غزة يعتقدون أن “الغرب المسيحي” يبيع القنابل لإسرائيل، قال مسعد إنه يريد من جيرانه السابقين “أن يعرفوا عن وجود مسيحيين يهتمون بهم ويساعدونهم”.

كما قامت CMG بتوزيع الخبز خمسة عشر مرة في مناطق مختلفة والمياه النظيفة خمس مرات. وفي كل موقع بقومون فيه بالتوزيع، ترفرف لافتات تتطاير مع الريح: من كنيسة غزة المعمدانية والكنيسة المشيخية في مصر . وقد قدم العديد من المسلمين الشكر لـ “إخوانهم” لاهتمامهم باحتياجاتهم، حتى أن أحدهم رسم علامة الصليب. وتساءل آخرون كيف يمكنهم أن يعرفوا المزيد عن الإيمان.

وأضاف أن “بدأ الناس في غزة يرون النور الحقيقي، لكنهم يحتاجون الى الارشاد”. “لذا أدعو الله أن يتغير الوضع هنا بعد هذه الحرب وأن تكون هناك مساحة للعمل بحرية مع هؤلاء الناس”.

ويقدّر مسعد أن نحو 200 من أصل ألف مسيحي كانوا يعيشون في غزة قبل الحرب وقد فرّوا إلى مصر منذ ذلك الحين. وقد حصل العديد منهم الآن على تأشيرات لأستراليا، ومن المرجح أن يهاجر المزيد منهم في أقرب وقت ممكن.

صليبا من جهته، ينتظر في القاهرة، ويصلي من أجل المسيحيين الباقين في غزة.

وقال: “اشكر لله أنني تمكنت من مغادرة غزة” “كان يسوع معي في كل خطوة على الطريق. والآن أريد فقط أن تنضم عائلتي اليّ”.

Our Latest

News

مسيحيون مصريون يظهرون “محبة المسيح” للنازحين الفلسطينيين

News

المسيحيون العرب الإسرائيليون يبقون ويخدمون بينما تثير حرب غزة الجليل

مع نزوح عشرات الآلاف من الحدود الشمالية مع لبنان، يوازن المؤمنون بين هويتهم الفلسطينية والإسرائيلية سعياً لتحقيق السلام مع الجميع.

Apple PodcastsDown ArrowDown ArrowDown Arrowarrow_left_altLeft ArrowLeft ArrowRight ArrowRight ArrowRight Arrowarrow_up_altUp ArrowUp ArrowAvailable at Amazoncaret-downCloseCloseEmailEmailExpandExpandExternalExternalFacebookfacebook-squareGiftGiftGooglegoogleGoogle KeephamburgerInstagraminstagram-squareLinkLinklinkedin-squareListenListenListenChristianity TodayCT Creative Studio Logologo_orgMegaphoneMenuMenupausePinterestPlayPlayPocketPodcastRSSRSSSaveSaveSaveSearchSearchsearchSpotifyStitcherTelegramTable of ContentsTable of Contentstwitter-squareWhatsAppXYouTubeYouTube