News

قائدان عربيان مسيحيان يختلفان حول خطة ترامب لغزة

لكن ارساليّتهم لا تتغيّر: احضار الامل في زمن الحرب.

A man walks past graffiti on the Bethlehem side of the Separation Wall supporting the reconstruction of the Gaza Strip.

غرافيتي على جهة بيت لحم من الجدار الفاصل داعمة لإعادة البناء في قطاع غزة

Christianity Today February 25, 2025
Anadolu / Contributor / Getty / Edits by CT

في خضم الحرب، قاد ايمان سليم شلش وبطرس يوسف لتقديمهم العون لجيرانهم.

شلش هو قسيس عربي إسرائيلي من كنيسة بيت يسوع الملك في الناصرة ويساهم في توزيع رزم الملابس والطعام لأكثر من 150 عائلة مسلمة، يهودية ومسيحية في المنطقة، ممن تم تهجيرهم نظرًا لهجومات صواريخ حزب الله في الشمال او توقف دخلهم نتيجة الحرب في جبهات عديدة.

بذات الوقت ينسق يوسف تقديم العون لكنيستين في غزة ولأكثر من 500 عائلة في الضفة الغربية.( وقد وافقت المسيحية اليوم الا تستخدم اسمه الحقيقي او مشاركة موقعه الدقيق نظرًا للتوترات المتزايدة في المنطقة)

“اني امنح الامل للناس ان الهنا ليس اله حرب ولكن اله الرجاء، الذي يرغب ان يساعد الجميع” قال يوسف، “الله يحب اليهود بقدر ما يحب الفلسطينيين”.

لكن القائدان يختلفان في ايمانهما حول السبب الجذري للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وحول رد فعلهم للاقتراح المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة توطين مليونين من سكان غزة الى دول عربية مجاورة ولتطوير المنطقة الى “ريفييرا الشرق الأوسط”.

بعدما سمع شلش ترامب يشارك باقتراحه خلال زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الى العاصمة واشنطن في اوائل هذا الشهر، استغرب حول الرفض الفوري للدول العربية للخطة:” اذا كنت مؤيدًا للفلسطينيين، فلماذا لا تقبلهم؟” انه يؤمن ان الفلسطينيين سيتركون غزة بشكل طوعي بسبب الدمار الهائل والدعائم غير الثابتة من مئات الاميال من الانفاق التي بنتها حماس ومن مرور عقود من الصعوبات.

كم من الوقت يمكن للناس ان تعاني] هذه الدائرة] من الدمار والبناء، والبناء والدمار؟ يقول شلش.

بالمقابل يشك يوسف عمّا إذا كان الغزيّون سيغادرون بإرادتهم. ويقول ان فكرة ترامب تفشل في الاخذ بالحسبان العلاقة المتجذرة عميقًا للفلسطينيين مع الأرض. الكثيرون قد فلحوا الأرض لسنين ولديهم أجيال من التاريخ في غزة.

رغم محاولات إسرائيل مسح حماس من خلال هجومات صاروخية متكررة قد دمرت حوالي 60% من البنيّة التحتية وقتلت اكثر من 46 الف انسان في المنطقة الفلسطينية، وذلك بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة، فان كثير من النازحين قد عادوا الى بيوتهم منذ وقف اطلاق النار. 

” المصطلح في الإنجليزية؟ على جثثنا الميتة” يقول يوسف.

ورفض قادة فلسطينيين وعرب- وبضمنهم حلفاء لأمريكا- خطة ترامب. حتى قبل الهجرة الفلسطينية كانت هناك عقود من عدم الاستقرار في الدول العربية الجارة اذ ان المجموعات الفلسطينية الإرهابية استمرت بحملاتها العدائية ضد إسرائيل، واحيانًا ضد الحكومات المُضيفة. فيما عدا الأردن، انكرت كل الدول العربية على الفلسطينيين حقوق المواطنة.

وفي مقابلة إذاعية، تحدى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الدول العربية غير الراضية عن الاقتراح بأن يأتوا “بخطة أفضل” ،وذكر انه يتوجب عليها ان تحاكي احتكار حماس للسلطة في غزة. وقد تجمع ممثلون من مصر والأردن والعربية السعودية وقطر في العربية السعودية، لبحث سبل التمويل والاشراف على إعادة بناء غزة.

في بداية هذا الأسبوع، كرر نتانياهو في لقائه مع روبيو مصادقته للخطة. وقد صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوم الاثنين عن تشكيل وكالة حكومية جديدة معدّة للإشراف على الاخلاء “الطوعي”.

ان الآراء المخالفة لشلش ويوسف بما يتعلق بخطة ترامب، تشدد على الاختلاف المركّب الذي يقسم العرب المسيحيين في المنطقة.

حين ترعرع في المجتمع الكاثوليكي في الناصرة، كَرِه شلش إسرائيل. لقد علّمته المدارس والمجتمع ووسائل الاعلام ان يكرَه جيرانه اليهود. ” لقد علّموني ان العهد القديم هو كتاب زبالة” يقول شلش:” انه لا يخصنا; انه يخص اليهود الكفرة الذين صلبوا مخلصي. لقد امتلأت بكراهية كثيرة”.

لكن في 1994 غيّر الرب قلبه. وكان صديق مسيحي قد شارك مع شلش رسالة الانجيل، قد مات في حادث مأساوي فابتدأ يسال أسئلة حول الموت. كما ابتدأ بقراءة الكتاب المقدس لأول مرة، فوجد رسالة الرجاء التي في الانجيل.

انه يؤمن ان السبب الجذري للحرب هو رفض قبول المجموعات الإرهابية الفلسطينية للسلام. هو يقول ايضًا ان مصدر المعاناة الفلسطينية هو حماس التي استخدمت الفلسطينيين كدروع بشرية وصرفت مئات ملايين الدولارات في بناء الانفاق ولشن حرب بدلًا من تقدم شعبها.

“يتوجب ان نفهم ان هناك نوعان من الرهائن في غزة: الشعب اليهودي … والفلسطينيين أنفسهم” يقول شلش.

بذات الوقت يؤمن يوسف ان إسرائيل مسؤولة عن الازمة الإنسانية في غزة. إسرائيل تتحكم بالجو والبحر واليابسة. وأضاف: “حتى في الشرق الأوسط، لا يمكن ]لرئيس السلطة الفلسطينية [محمود عباس ان يسافر مغادرًا دون ان يحصل على اذن”.

ان السفرات في الضفة الغربية التي كانت تستغرق سابقًا ساعة واحدة، تمتد الآن الى أربع ساعات حيث ان سائقي المركبات يمرون على حوالي 800 حاجز ونقطة تفتيش، وهو ازعاج تدّعي إسرائيل انه ضروري في خضم التهديدات الأمنية المتزايدة. ان يوسف حذر في سياقته في الضفة الغربية بسبب ارتفاع عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين منذ هجومات السابع من تشرين اول.

ان رفض إسرائيل منح الفلسطينيين دولة، هو جزء كبير من الصراع في المنطقة الممتد مدة 77 عامًا، حسبما قال. انه يؤمن ان السلام ممكن إذا استلم القيادة قائد فلسطيني قوي واقام قوة امنية مركزية لتواجه تمسك حماس بالسلطة.

ان في المواقف المختلفة ايضًا عامل لاهوتي: بعض الانجيليين ينظرون لوعود الله في العهد القديم كبرهان على حق إسرائيل الكتابي على الأرض والتي تشمل الضفة الغربية وغزة. يؤمن يوسف ان هذه الوعود كانت مشروطة وقد سبقت وتحققت.

“انى قلق على نفوس الناس وليس على الأرض” كما يقول، ” الله سيعتني بالأرض”. هو يطلب من الانجيليين الامريكان الا ينسوا الفلسطينيين وان يصلّوا من اجل نفوس الشعب اليهودي. “إذا لم يقبلوا المسيح، فعندها أي فائدة هناك للأرض، حتى لو حصلوا عليها من النهر للبحر؟”.

بالمقابل يؤمن شلش ان عهد الله في العهد القديم مع إسرائيل ما زال قائمًا اليوم. “لا أقول ان إسرائيل كاملة. هناك أمور كثيرة يتوجب إصلاحها”. يقول شلش. “لكن إذا كانت لله خطة بعد لشعبه إسرائيل، فمن انا لاقف ضد خطته؟”

بذات الوقت يستمر يوسف وشلش في ارساليتهما، ويقابلون الاحتياجات الفيزيائية والروحية في مجتمعاتهم خلال موسم المعاناة. رغم الاختلافات السياسية ولكنهم يتفقون حول ارسالية الكنيسة. “يسوع اتى لهدف واحد: ليخلّص الخطاة”، يقول يوسف.

يعترف شلش بتحديات الخدمة المسيحية في إسرائيل. بعض اليهود المتزمتين يشعرون بالتهديد من رسالة الانجيل وبعض العرب ينظرون اليه كخائن بسبب آرائه السياسية. لكن من يزورون مركز الإغاثة التابع للكنيسة يقولون له انهم يجدون الجو فيه منعشًا.

“اننا نحقق خطة الله”، يقول شلش.” اننا نحب الشعب الفلسطيني ونحب الشعب الإسرائيلي واننا نضعهم معًا ونفهم انه بإمكاننا ان نعيش معًا بسلام”.

Our Latest

News

ازمة الجوع في غزة تسوء. في ارض الواقع، تكثر التعقيدات.

يأس، هجومات ونهب يقودون الى “وضع صعب” حسبما تقول جمعية “محفظة السامري”.

محبة الجيران المسلمين دون المساومة في ايمانك

الرئيس المصري لشبكة مراكز العلاقات المسيحية – الإسلامية يشارك كيف علّمه المسيحيون العرب الأوائل عن كيفية التعامل مع الإسلام.

News

توفى: جون ماك آرثر، الذي شرح الكتاب المقدس للملايين

الواعظ من جنوب كاليفورنيا أراد ان ينير الكتاب المقدس بالكتاب المقدس ويميّز المسيحيين الحقيقيين عن الكاذبين.

ضحايا داعش يرحبون بالمساعدات المسيحية لكن ليس باعتناق المسيحية

اليزيديون، وهم اقلية دينية في العراق، ما زالوا يواجهون النزوح بعد 11 عامًا من هجومات المجموعات الجهادية.

News

تقليصات “الوكالة الامريكية للانماء الدوليّ” تترك خيام اليزيديين في حالة يرثى لها.

أحد أعضاء هذه الفئة، من الأقليات الدينية، وجد لجوءًا في أوروبا وهو يرسل لأهله في الوطن مدخوله الزهيد الذي يكسبه مقابل عمله في بقالة.

Apple PodcastsDown ArrowDown ArrowDown Arrowarrow_left_altLeft ArrowLeft ArrowRight ArrowRight ArrowRight Arrowarrow_up_altUp ArrowUp ArrowAvailable at Amazoncaret-downCloseCloseEmailEmailExpandExpandExternalExternalFacebookfacebook-squareGiftGiftGooglegoogleGoogle KeephamburgerInstagraminstagram-squareLinkLinklinkedin-squareListenListenListenChristianity TodayCT Creative Studio Logologo_orgMegaphoneMenuMenupausePinterestPlayPlayPocketPodcastRSSRSSSaveSaveSaveSearchSearchsearchSpotifyStitcherTelegramTable of ContentsTable of Contentstwitter-squareWhatsAppXYouTubeYouTube