في السابع من أكتوبر 2023 استلم مايكل ليفي الاخبار الصادمة: لقد قتلت حماس زوجه أخيه واخذت اخيه رهينة الى غزة تاركة ابنهم دون اهله. والآن وبعد حوالي 16 شهرًا من الضغط لأجل تحرير أخيه وباقي الرهائن ال-251 فان ليفي يسمح لنفسه بأن يشعر للمرة الأولى.
اخاه اور هو واحد من الرهائن المقرر تحريرها خلال المرحلة الأولى من صفقة وقف اطلاق النار التي بدأ تنفيذها في يناير 19.
لكن من المقرر ان يعود اخاه الى دياره خلال الجزء الأخير من الهدنة المقررة ل-46 يومًا، وليفي قلق من ان حماس سيؤخر او يغيّر شروط الصفقات مما سيؤدي لحل وقف إطلاق النار. “ان هذا قسم مما قد يفعلوه” يقول ليفي للمسيحية اليوم ” انه إرهاب عاطفي”.
ولقد اجّلت حماس لأكثر من 24 ساعة تقديم الأسماء للمرحلة الاولى- وهو انتظار مؤلم لأفراد عائلات الرهائن. وخلال التبادل الثاني في 25 يناير، أطلقت حماس سراح ثلاثة من أربعة النساء الاسرائيليات اللواتي في اللائحة مما سبب تأجيل إسرائيل لعودة الفلسطينيين لمناطقهم المهدّمة بغالبها في شمال غزة – مما يثبت هشاشة صفقة إطلاق النار.
ويوم الخميس تحوّل التبادل الثالث لفوضى حين اخذ فلسطينيون رعاع بإطلاق صرخات الدعم لحماس بينما احاطوا بالرهائن المحررين. حررت حماس ثمانية رهائن اسرائيليين وتايلنديين وبضمنها الشابة الرهينة التي لم تحرر سابقًا – لكن الحكومة الإسرائيلية أعلنت انها ستؤجل تحرير 110 سجين فلسطيني حتى يقوم وسطاء وقف إطلاق النار بضمان المرور الآمن للرهائن المحررين. لاحقًا في نفس اليوم قالت إسرائيل انها استلمت الضمانات وحررت الاسرى.
ومفاجأة أخرى أطلقتها حماس: في الأسبوع الماضي اعلمت إسرائيل ان ثمانية من اصل 33 رهينة مما خُطط لتحريرهم في المرحلة الأولى قد ماتوا، مما عقّد ترتيبات تبادل الرهائن مقابل الاسرى والتي اشترطت تحرير ما بين 30 و50 من الاسرى الأمنيين الفلسطينيين- بعضهم مسجونون السجن المؤبد – لكل رهينة حيّة.
لحد الآن يعتقد ليفي ان شقيقه ما زال حيًا.
لقد تحدثت هذه المراسلة للمرة الأولى مع ليفي في ديسمبر 2023 حين زار ميدان المخطوفين في تل ابيب وهو المكان الذي يجتمع فيه الآلاف كل أسبوع. كان وجهه متجهمًا بينما عبر بين الجمهور وهو بلبس بلوزة تي شيرت ويرفع لافتة تحمل صورة أخيه.
منذ بعد ذلك الوقت ظهر ليفي امام 15 جسمًا حاكمًا بما في ذلك الأمم المتحدة والكونجرس. ان رسالته الأساسية هي: شكلوا ضغطًا متزايدًا على قطر، ايران ومصر وهي دول تمتلك القدرة على اجبار حماس ان تقدم التنازلات. غير ان محادثات وقف إطلاق النار ما فتئت تتعثر بشكل متكرر لحد الفترة الاخيرة.
“حين صعد ترامب الى الحكم وقال انه لا يلعب الألعاب، حصلنا على صفقة.” يقول ليفي. “لو حدث ذلك قبلها بعدة أشهر، لكنا أنقذنا ارواحًا كثيرة”.
ان وقف إطلاق النار هو أيضا شعلة من الامل للفلسطينيين الذين عانوا كثيرًا خلال حملة إسرائيل طيلة 15 شهرًا للقضاء على حماس. ويُقدّر عدد الضحايا الفلسطينيين المدنيين بعشرات الآلاف وأكثر من80% من السكان الذين تم تهجيرهم داخليًا.
لكن حماس ما زالت تملك قوة معتبرة في غزة وهذا ليس امر حسن- لا للفلسطينيين ولا للإسرائيليين.
“اننا نريد إعادة رهائننا الى ديارهم”، يقول مايكل بينر وهو راعي لكنيسة مسيحية يهودية في سديروت وهي مدينة تبعد اقل من ميل واحد من غزة. “لكن من الجهة الثانية هناك نوع من عدم اليقين في مدينتنا”.
ان الاتفاقية تشترط انسحاب القوات الإسرائيلية الى معبر صغير على حدود غزة وبهذا تخلق فرصة لحماس لكي تستجمع قوتها وتتسلح من جديد.
منذ 2007، أطلقت حماس عشرات آلاف الصواريخ الى المدينة التي يبلغ عدد سكانها 30،000 وأعلنت ان سديروت هي “مدينة الموت”- مما حذا ببينر ان يُسمي كنيسته ” مدينة الحياة”.
يطلق على سديروت كثيرا اسم “عاصمة ملجأ القنابل العالم“، لكن الإجراءات الوقائية في المدينة لم تكن كافية لتنقذ بعض السكان من هجوم حماس الوحشي في 7 أكتوبر- وهي تجربة مرعبة لعائلة بينر. ” كان الارهابيون يقبعون تحت نافذتنا وكان بإمكاننا ان نسمعهم وهم يقتلون الناس في الشوارع” يقول بينر.
وتساءل كيف تخطط إسرائيل والمجتمع الدولي للتغلب على ما تبقى من حماس بعدما يتم تحرير كل الرهائن.. “اننا نصلي لأجل الغزيين وإننا نعرف انهم بني آدميين” يقول بينر. “لكن النظام الإرهابي هو بمثابة مشكلة للجميع”.