News

في غزة تجد أسواق الفارغة ومعلبات العدس باهظة الثمن

مؤمن من خلفية إسلامية يصف ازمة الجوع المتفاقمة ويتهم كلًا من إسرائيل وحماس.

Displaced Palestinians gather to collect portions of cooked food at a charity distribution point in Gaza.

Displaced Palestinians gather to collect portions of cooked food at a charity distribution point in Gaza.

Christianity Today May 24, 2025
Bashar Taleb / Getty

جلس أسامة سواري يوم الاثنين الماضي إلى الغداء مع عائلته ليأكلوا خبزًا حاف وقليل من الخس الذي نبتت بجانب خيمته في جنوب غزة. نظر سواري على عائلته بقلق. جميعهم يعانون من اوجاع البطن والاسهال – وهي علامات لسوء التغذية.

لقد دمرت القوات الإسرائيلية بيت العائلة حين هدمت حي سواري قبل 16 شهرًا وجعلت من سكانه نازحين. حزمت عائلته بعض الملابس وقطنت في رفح بجانب الحدود المصرية لأكثر من ثلاثة أشهر.

حين أصبحت العودة آمنة بذل سواري، وهو مسلم سبق أن آمن في المسيح قبل عقد من الزمن، كل جهده لينظف الركام وينصب خيمة لزوجته ولأولاده الذين تتراوح أعمارهم ما بين عامين و17 عام. يعيش جيرانه في خيام ايضًا. ووافقت “المسيحية اليوم” الا تستخدم اسم سواري الحقيقي حيث ان معتنقي المسيحية يواجهون الخطر في غزة.

تعيش عائلة سواري في خوف دائم منذ الهجومات. فقد مات بعض اقربائهم في الغارات الجوية واحدهم مات حين هاجمه لصوص في بيته. حين يمرض أحد افراد عائلته فانهم لا يتوجهون الى المستشفى لتلقي العلاج. فقد يكون عضوًا من حماس هناك مما يحذو بالإسرائيليين ان يستهدفوا المبنى، حسبما قال.

 الآن هو يصارع كي يجد الطعام لعائلته.


في الأسبوعين الأخيرين راقب سواري بقلق متزايد كيف تضاءلت المؤن الغذائية في غزة إثر الحظر الإسرائيلي، الذي امتد طوال-11 أسبوع، من إدخال الطعام والدواء وضروريات أخرى الى داخل المنطقة الفلسطينية. لم تبق في الأسواق أي خضراوات سوى العدس المعلّب باهظ الثمن. اما في البيت فقد بقى لسوري بعض الطحين الكافي لاطعام عائلته لاسبوع إضافي واحد فقط.

انه لا يستطيع تحمل عبء الأسعار الآخذة في الارتفاع. احيانًا يعمل أولاده في الحقول لكي يحصلوا على مدخول إضافي، واحيانًا ترسل الكنيسة الدعم المالي. كانت الكنيسة المعمدانية في غزة تقدم الطعام والوجبات الساخنة مرة او مرتين في الشهر، لكن اغلب مراكز توزيع الغذاء قد أغلقت أبوابها لأن المؤن الغذائية قد نفذت.

“ان همّنا الوحيد هو كيف نجد الطعام لأولادنا”، يقول سواري.

وقد حذر خبراء ضمان الغذاء الأسبوع الماضي ان نصف مليون فلسطيني في غزة يواجهون مستويات “كارثية” من الجوع. ومليون انسان آخر بالكاد قادرين ان يحصلوا على ما يكفي من الطعام. إذا لم يعد توصيل وإدخال الامدادات الغذائية بسرعة، فان خطر المجاعة سيكون مرتفعًا، حسب جمعيات مرتبطة بالأمم المتحدة التي تراقب خطر المجاعات حول العالم.

وأصدرت الجمعية العام الماضي توقعاتها أن مجاعة وشيكة أن تلُمّ في غزّة قريبًا، لكن تلك التوقعات لم تتحقق. لكن هذه المرة قد يكون الأمر مختلفًا.

وتقول إسرائيل ان الحصار الذي بدأ في الثاني من آذار يهدف الى اقتلاع حماس واجبارهم على تحرير الرهائن المتبقين الذين خطفهم حماس في السابع من تشرين اول 2023. وتصر الحكومة ان غزة مليئة بالمؤن الضرورية والامدادات وتذكر ان حوالي 450 ألف طن من المساعدات قد دخلت الى المنطقة خلال فترة شهري وقف إطلاق النار السابقة هذا العام.

واتهم رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حماس بسرقة المساعدات فور دخولها المناطق. لكن جمعيات الغوث التابعة للأمم المتحدة تقول انه لا دليل عن سرقة هائلة من طرف حماس.

وعلى الارض يقول سواري انه من المعروف بين الناس ان حماس تسيطر على المساعدات ” لتستخدمها كسلاح ولتحمي أعضاءها”.

على سبيل المثال، يقول ان القادة يوجهون المساعدات لمخيمات معينة كي يجذبوا الناس الى تلك المواقع وهكذا تخبئ حماس أعضائها بين السكان. وتواصل حماس استخدام الفلسطينيين كدروع بشرية لتحصل على تعاطف العالم ولتجمع التبرعات من المجتمعات الإسلامية، كما يقول.

هو يبتعد عن هذه المخيمات لكن مخزون الطعام عند عائلته يقلّ بشكل خطير.

يقول سواري ان المنظمة الإرهابية ايضًا “تخزّن مساعدات مسروقة وتحتكرها وتبيعها بأسعار باهظة”. هو يعرف أناس لديها علاقات مع حماس وهم رأوا خيام أعضاء حماس مليئة بالطعام. وقال له هؤلاء الناس، ان حماس توزع الطعام في الليل وكثير منه يعطى لأعضائها هي. انه يقول ان حماس تسيطر على الكثير من التجار والجمعيات الخيرية.

وقد حاول البعض رفع الوعي حول سرقات حماس كما يقول سواري. واجتاحت الاحتجاجات غزة في آذار مضرمة الغضب المتزايد بنداءات لحماس أن تترك القطاع الساحلي.

“انهم لا يهتمون بالجمهور العام” يقول سواري ” بدلًا من ذلك، هم يستغلونهم كي يستدروا عطف العالم”.

يوسف الخوري هو مسيحي فلسطيني يسكن في بيت لحم، يقول ان عائلته في غزة هي ايضًا تحت الخطر.

انهم يعيشون على ما تبقى عندهم من المعلّبات القليلة والطعام المُجفف وصحتهم آخذة في التدهور. لم يأكل اهل يوسف واخواته وبنات وأبناء عمومه الاكل الطازج او اللحم منذ شهرين وامدادات الماء عندهم ملوثة. وتقوم عائلته المسيحية والتي يعود ارثها في غزة الى عقود خالية عديدة بحرق الخشب والكرتون لكي يتمكنوا من غليّ المياه لتصبح صالحة للشرب.

ويقول خوري ان الكنائس ترسل دعمًا ماديًا لخدمات مثل جمعية الراعي من كلية بيت لحم للكتاب المقدس، والتي تقدم الطعام والماء والدواء للمجتمع المسيحي وجيرانهم في غزة. بحسب بعض التقديرات فان عدد المسيحيين الذي وصل ما بين 1000 و1200 شخص قبل الحرب تضاءل منذ ذلك الوقت الى ما بين 600 و700 شخص.

 وحملة القصف الإسرائيلية التي عادت من جديد، تضيف طبقة إضافية من المعاناة. فقد قتلت الغارات الجوية الأسبوع الماضي اكثر من 300 شخص بحسب وزارة الصحة في غزة التي يديرها حماس والذي لا تميّز بين المدنيين والمقاتلين. إسرائيل تدّعي انها قتلت عشرات المسلحين في الضربات وانها استهدفت قائد حماس محمد سنوار.

“انهم بالكاد ينامون نظرًا للقصف الإسرائيلي المستمر والآن مع موجات من الحرّ وانقطاع الكهرباء، فالوضع يزداد سوءًا” حسبما يقول الخوري.

يقول سواري ان إسرائيل لا تهتم ولو قُتل كل من في غزة.” ما يهمها فقط هو مصالحها، وهي تستخدم غباء حماس كذريعة لتحقيق أهدافها”، حسبما قال.

ولقد تطرق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لموضوع ازمة غزة خلال جولته الشرق أوسطية للعربية السعودية، قطر والامارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي. “اننا ننظر الى غزة ويتوجب ان نهتم بالموضوع”، حسب ما قال. ” كثير من الناس يموتون جوعًا. كثير من الناس. كثير من الأشياء السيئة تحدث”.

وتطرق الرئيس ايضًا الى وضع الرهائن ال-58 الباقين الذين تحتجزهم حماس منذ حوالي 600 يوم. تعتقد إسرائيل ان عشرين منهم ما زالوا احياء.” وهم ليسوا في وضع جيد” يقول ترامب. “البعض منهم في وضع احسن من الآخرين…. سنعمل مع [اسرائيل] للحصول عليهم.

وقال مايكل ليفي الذي عاد اخوه اور ليفي للبيت في شباط بعد حوالي 500 يوم في اسر حماس، ان أخيه يشبه الناجي من المحرقة. ” اريد ان أكون واضحًا جدَا: استخدمت حماس الاكل كسلاح”، قال ليفي للمسيحية اليوم. “لقد جوّعوا اور”.

قال ليفي انه في أيام كثيرة كان أخيه يقتسم علبه واحدة من الفاصوليا مع أربعة رجال وانه فقد حوالي 45 رطل خلال أيامه في الاسر. ” كان بمثابة جلد وعظم. ليس إلّا”، كما قال.

أمّنت إدارة ترامب الأسبوع الماضي إطلاق سراح عيدان الكساندر وهو آخر رهينة أمريكية حية. ولم يقل ترامب كيف سيساعد إسرائيل لتفاوض على باقي الرهائن، ولكن ادارته تعمل على خطة لمراقبة امدادات المؤمن المتجددة الى غزة.

ستدعم الولايات المتحدة جمعية لا ربحية جديدة واسمها صندوق غزة الإنساني (GHF) ، لكي تنصب مراكز توزيع طعام ومساعدات في غزة وسيتم حمايتها عن طريق مقاولين خاصين للأمن لكي تمنع حماس من سرقة المساعدات، بحسب سفير الولايات المتحدة في إسرائيل مايك هكابي. وأضاف ان إسرائيل التي وافقت على الخطة لن تكون متداخلة في توزيع الطعام او في إدخالها الى غزة.

لقد انتقدت الأمم المتحدة الخطة ورفضت ان تشترك فيها، وعبّرت عن قلقها إزاء النزوح السكاني حيث ان مراكز التوزيع الأربعة ستكون في جنوب واواسط غزة مما سيجبر السكان على الخروج من الشمال.

وقال جاك وود وهو رئيس جمعية GHF  ل- CNN ان إسرائيل قد وافقت على السماح للهيئة أن تؤسس مركزين إضافيين في شمال غزة.

وتقول GHF انها ستبدأ بتوزيع المساعدات مع بداية آيار. واقرّ نتنياهو يوم الاحد الماضي خطة فورية للسماح بـ” كمية أساسية من الطعام” الدخول الى غزة ريثما تصبح خطة GHF  سارية المفعول وان تبدأ الامدادات يوم الاثنين.

قد تحتاج غزة الى أكثر من المساعدة الأساسية لدرء الجوع المتزايد في عائلة سواري وبقية مليوني سكان غزة. وقد دبّ الفزع وأصبح الناس يسرعون للمحلات القليلة التي بقي فيها طعام. في ذات الوقت، شنّت إسرائيل حملة عسكرية واسعة في اليابسة يوم الاحد، مما قاد لنزوح إضافي.

كان بإمكان سواري يوم الأربعاء، ان يرى الدخان المتصاعد في الأفق جراء الغارات الجوية عصًرا وايضًا في المساء. وبينما كان يستعد لليلة طويلة من الطائرات الحربية الإسرائيلية في الأفق، كان يُصلي ان يحمي الله النفوس البريئة وينجي عائلته من الصواريخ القادمة. صلّى كذلك أن تجد حماس نهايتها.

“كلما عانى الناس أكثر، كلما استخدم  ]حماس[   ذلك ككرت له لكي يكسب تعاطف العالم” يقول سواري.

رغم كل ذلك، شعر بيد الله القدير الحامية خلال السنين التي عاش وخدم فيها في غزة. ” انه امر لا يُصدق لان الامر غير منطقي”، كما يقول. “لكننا نثق ان الله هو الذي يحمي”.

يمكنك أن تتبعنا على الواتس اب لكي تحصل على  اشعار عن مقالات مترجمة جديدة بالعربية

Our Latest

News

ازمة الجوع في غزة تسوء. في ارض الواقع، تكثر التعقيدات.

يأس، هجومات ونهب يقودون الى “وضع صعب” حسبما تقول جمعية “محفظة السامري”.

محبة الجيران المسلمين دون المساومة في ايمانك

الرئيس المصري لشبكة مراكز العلاقات المسيحية – الإسلامية يشارك كيف علّمه المسيحيون العرب الأوائل عن كيفية التعامل مع الإسلام.

News

توفى: جون ماك آرثر، الذي شرح الكتاب المقدس للملايين

الواعظ من جنوب كاليفورنيا أراد ان ينير الكتاب المقدس بالكتاب المقدس ويميّز المسيحيين الحقيقيين عن الكاذبين.

ضحايا داعش يرحبون بالمساعدات المسيحية لكن ليس باعتناق المسيحية

اليزيديون، وهم اقلية دينية في العراق، ما زالوا يواجهون النزوح بعد 11 عامًا من هجومات المجموعات الجهادية.

News

تقليصات “الوكالة الامريكية للانماء الدوليّ” تترك خيام اليزيديين في حالة يرثى لها.

أحد أعضاء هذه الفئة، من الأقليات الدينية، وجد لجوءًا في أوروبا وهو يرسل لأهله في الوطن مدخوله الزهيد الذي يكسبه مقابل عمله في بقالة.

Apple PodcastsDown ArrowDown ArrowDown Arrowarrow_left_altLeft ArrowLeft ArrowRight ArrowRight ArrowRight Arrowarrow_up_altUp ArrowUp ArrowAvailable at Amazoncaret-downCloseCloseEmailEmailExpandExpandExternalExternalFacebookfacebook-squareGiftGiftGooglegoogleGoogle KeephamburgerInstagraminstagram-squareLinkLinklinkedin-squareListenListenListenChristianity TodayCT Creative Studio Logologo_orgMegaphoneMenuMenupausePinterestPlayPlayPocketPodcastRSSRSSSaveSaveSaveSearchSearchsearchSpotifyStitcherTelegramTable of ContentsTable of Contentstwitter-squareWhatsAppXYouTubeYouTube